بعد تسجيل الخروج من الفيس بوك-يكتب أحمد عدوان
من منا لم يشترك في الفيس بوك ، وإن لم يكن مشتركا فإما زائرا أو سمع عنه أو ربما بعد أن يقرأ المقال سيبحث عنه في محرك البحث جوجل ويسجل فيه لا يوجد شئ بعيد !!!
جميعنا لم نسلم من فيروس الفيس بوك الذي لا يرحم أنه فيروس الأنتشار يعني يمكن ان تشبهه بفيروس الأنفلونزا لأنه ينتشر بسرعة البرق يصيبك بوعكة صحية أو سيلان في منطقة الأنف دون أن يستأذنك أو أن تشعر أنه دخل جسمك من أصله ،وحينها تحتاج إلي المسكنات والأكثار من الليمون (والفلورست ) بالفعل انت بحاجة إلي عصير الليمون ملازما لك عند أشتراكك وتصفحك الفيس بوك ،ذلك وأنت أنسان عادي لا تقترف المعاصي الغليظة أو تنتهك الحرمات أو انك لست مسئول جالس علي كرسي السلطة المتزعزع تحت تهديدات وفضائح ولسان الفيس بوك الطويل الذي لم يستطع أن يقصه أحد إلي يومنا الحالي
وبما أننا عرب نحبط (الزيطة والزمبليطة) فلا يهمني هنا من الذي أنشا صفحات الفيس بوك بل ولا في أي عام خرج للنور ولا حتي عدد المشتركين فيه ،لكن يهمني ذلك التأثير والنشاط السياسي والأجتماعي الملحوظ الذي لم يتوقف عن حد المراسلة أو الدردشة العبثية وتناقل الصور والأخبار الاسرية و الشبابية بين المشتركين المراهقين بل في تجييش الآف من الغاضبين وأصحاب الحقوق فما ان يلقي شخص من الاشخاص في أي دولة من الدول العربية بقضيتة بصورة مؤثرة وصادقة إلا أن تجد أصحاب القلوب قد تضامنوا وأحتشدوا وتجمهروا في المكان المطلوب والزمن المحدد والآلية المقننة التي يفرضها صاحب ذلك الجروب
ولا يغرنك ما فعله الفيس بوك في قلب القاهرة والأسكندرية وضواحيها بعد مقتل الشاب السكندري (خالد سعيد) علي ايدي مخبرين الداخلية ، شاهدنا فعاليات وتضامن حاشد بل أنا الذي في اخر الدنيا عرفت خالد سعيد وتضامنت مع تلك القضية التي أثرت في الشارع المصري وأصبحت قضية رأي عام نظم المتضامنون خلالها مظاهرات حضارية ومنسقة بدقة فائقة وبتناسق في ارتداء زي موحد يعبر عن مدي الحزن والظلم الواقع والجرم المرتكب وأصبحت كل مصر تتحدث عن خالد وجدليه موته
والفضائح تستمر والمجموعات بالمرصاد لكل مسئول هارب من مسئولياته ، أو موظف مرتشي يستغل الناس ،أو ضابط شرطة متجبر يفرد عضلاته علي خلق الله او حتي سائق تاكسي أستغل أحد الركاب في (شلن) لا يقدم ولا يؤخر ، فأصبح الفيس بوك متنفسا للجماهير لتفريغ كبتهم ومشاكلهم بعد ان أغلقت المؤسسات الحكومية الباب في وجه المواطنين من معالجة لمشاكل الناس والتواصل وضمان حلقة الوصل بين المواطن والمسئول فأصبح ذلك الموقع المطية لكل من تتحشرج في صدره حاجة يريد أن يخبر الأخرين بها ، بل ولا تقف عن هذا الحد بل فضحا للممارسات اليومية التي تحدث في ذلك الوطن الكبير الممتد
هو حقيقة ظاهرة تنفيثية ، فمن خلال مشاهدتي ومتابعتي المستمرة للقضايا المطروحة لا يقف عند حد فضح المسئولين محليا او أقليميا بل علي المستوي العام والعالمي ، فالحادثة الأخيرة من قتل المتضامنين علي أسطول الحرية ألبت الرأي العام علي إسرائيل في حين العالم الغربي لا يري الا ما تريد أن تريهم أياه إسرائيل ،تضامن الكثير من الأجانب ورأينا تضامنهم باللغة الأنجليزية علي ذلك الموقع في جروبات عربية تحمل صور المتضامنين وشعارات تعني بفك الحصار علي قطاع غزة
وما أسهل ان تنشأ مجموعة ليبادرك المتضامنين بأرائهم وتضامنهم في القضية طالما تعم نفعها علي الناس ولا تؤثر بالسلب علي المصلحة العامة وليس ببعيد التضامن الذي أعده اصحاب جروب لا لجدار العار ، أمام وزارة الداخلية في مصر مطالبين بوقف الجدار بين مصر وفلسطين وعن مدي خطورة المضي في أستكمال ذلك المشروع ،الفيس بوك شئ جميل جداً لأصحاب القضايا لكنه نكد وهم وفضيحة لهؤلاء الذين أفلحوا طيلة السنوات الماضية في تكميم الأفواه وأيقنوا انه لا صوت للشعب وأن المواطن لن يستطيع ان يقدم أو يؤخر فيشعر أؤلئك المظلومين بنوعا من حالة الرضا
ما أكثرها تلك الجروبات والمجموعات علي ذلك الموقع (الالعوبان) الذي لا يستحي ولا يختشي من أصحاب العصا الغليظة والسياط الاذعة ، نعم إن للفيس بوك تأثيرا قويا في الساحة العربية ولولا ذلك لم تخرج الحكومات بتصريحاتها ليل نهار علي أن الفيس بوك ظاهرة سيئة ولا تكف عن ملاحقة أصحاب تلك الجروبات ومنها (لا للتوريث ) ، وجروب (نعم للبرادعي ) ،(ولا لتزوير الأنتخابات) وغيرها الكثير
بصراحة وكلمة اخيرة أهمس بها في أذن الشباب (السيز) أقولها وهي حسن الختام لا نريد أن يقال عنا بسببكم اننا لا نحسن أستخدام أي شئ حتي ذلك الموقع اللوجيستي التركيب والتاثير ، فبدلاً من البحث المرير والممل والمتواصل عن صور الفتيات الحسناوات والفاتنات كان حرياً بنا أن نستخدمه لقضايا أكثر اهمية وتأثيرا في الواقع المحيط بنا والتأثير في الأعلام الغربي الذي لا يصله عنا سوي أننا ارهابيون وفوضاويون لا أكثر ولا أقل ، فأستغلوا ذلك الموقع حتي ولو كان من انشأه يهوديا في التصحيح من صورتكم امام العالم ونشر أخلاق دينكم السمح لا البحث واللهث وراء صور الفتيات
بعد كل ما حدث من ورا راس (الفيس بوك) وبعد كل تلك الفعاليات والحشودات والتغييرات التي أحدثها في نفوس الناس الضعفاء والغلابة مثلي وسمح لهم بتصوير ما شاءوا وتناقل اي معلومة موثقة بالصور ضد اعمال الحكومات والمسئولين وأعطاهم الجرأة والمساحة الكافية في التعبير فيتضامن معهم الاف الشباب وينزلون الساحات ويرفعون الافتات والشعارات بضغطة زر، ويفضحون الكثير من الممارسات بل ويجبرون الحكومات علي تنفيذ مطالبهم فلو أنني كنت ،مسئولا من المسئولين أو وزيرا من هؤلاء (الفايحة ريحتهم) علي ذلك الموقع اللئيم لتمنيت أن يكون الفيس بوك رجلاً لأقتله