المحيطة بالمدينة استعداداً لشن هجوم محتمل عليها لإنهاء الاحتجاجات الشعبية المنادية بإصلاحات . وفي غضون ذلك، ذكرت منظمة حقوقية سورية إن 400 مدني على الأقل قتلوا حتى الآن في الاحتجاجات التي اندلعت قبل نحو ستة أسابيع، فيما قالت منظمة «سواسية» السورية لحقوق الإنسان أمس إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 500 من الناشطين والداعمين لحركة الاحتجاجات في البلاد عقب اقتحام الجيش لدرعا وتطويقه لها.
وعن تطورات الوضع في درعا، قال الناشط الحقوقي عبد الله أبا زيد في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة دخلت درعا». وتابع إن «هناك دبابة في ساحة كازية البلد في وسط درعا»، التي تبعد مئة كيلومتر عن دمشق. وأضاف إن «إطلاق النار مستمر على السكان». كما أوضح أن «مسجد أبو بكر الصديق يتعرض لنيران كثيفة ويتمركز قناصة فوق مسجد بلال الحبشي. وقد نشرت دبابات وأقيمت حواجز عند مداخل المدينة» ويمنع الناس من دخولها. وأضاف إن «جنوداً من الفرقة الخامسة انشقوا وانضموا إلينا ويتواجهون» مع الجيش الذي يحاصر درعا، موضحاً أن منزل مفتي درعا الذي استقال يوم السبت احتجاجاً على قمع الحركة الاحتجاجية في درعا «مطوق ... لكن المفتي ليس موجوداً في منزله». وقال سكان في المدينة إن المياه والكهرباء قطعت تماماً عن المدينة، كما قطعت كل وسائل الاتصال كالتلفونات والانترنت.
تحقيقات شفافة!وقال سفير سوريا لدى الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان سوريا قادرة تماما على أن تجري بنفسها تحقيقات شفافة في مقتل متظاهرين مناهضين للحكومة ولا تحتاج لمساعدة خارجية. وأبلغ السفير بشار جعفري الصحفيين الذي سألوه التعقيب على دعوة من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى اجراء تحقيق "سوريا لديها حكومة ولديها دولة... يمكننا ان نضطلع بأي تحقيق بأنفسنا بشفافية كاملة." وقال جعفري الذي كان يتحدث خارج قاعة مجلس الامن في مقر الامم المتحدة حيث فشل اعضاء المجلس في الاتفاق على بيان يدين الحكومة السورية "ليس لدينا ما نخفيه". ومضى قائلا "نأسف لما يحدث حاليا لكن عليكم ايضا ان تعترفوا بحقيقة ان هذه الاضطرابات وأحداث الشغب -في بعض جوانبها- لها برامج خفية." مضيفا ان حكومات اجنبية تحاول زعزعة استقرار سوريا. وسأله الصحفيون أن يذكر اسماء الدول التي تعتقد دمشق انها تقف وراء الاضطرابات فقال ان من "المبكر جدا" تقديم تفاصيل.
إدانة العنفادان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين في سورية وخاصة استخدام قوات الامن للدبابات والرصاص الحي ضد المتظاهرين المعارضين للحكومة. وقال للصحافيين في نيويورك عقب مشاورات في مجلس الامن حول سورية "نراقب عن كثب وبقلق متنام ما يجري". وشدد على واجب السلطات السورية في حماية المدنيين واحترام القواعد الدولية في مجال حقوق الانسان. ودعا الى اجراء تحقيق مستقل وشفاف بشأن مقتل العشرات في سورية.
وقال السفير السوري في الامم المتحدة ان بلاده قد بدأت تحقيقها الخاص في احداث العنف في البلاد. وظلت المشاورات في مجلس الامن بشأن سورية ترواح مكانها الثلاثاء دون الانتقال الى مرحلة اصدار قرار او بيان ادانة لاعمال العنف والقمع الجارية هناك. ومن المقرر ان يعاود مجلس الأمن الاجتماع مجددا اليوم الاربعاء لاستكمال مناقشاته في هذا الصدد. واشار دبلوماسيون الى أن تبني هذا القرار يتوقف على موافقة روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن. وقد دأبت الصين وروسيا اللتان ترتبطان بعلاقة مميزة مع سورية على معارضة كافة المبادرات المنطوية على ماتقول الدولتان إنه تدخل في الشؤون الداخلية للدول المعنية. ورأى البعض منهم ان روسيا تحديدا تشكل العقبة الاساسية امام اعتماد هذا البيان الذي يدعم ايضا مطلب اجراء تحقيق في الاحداث.
اجراءات حازمةالى ذلك دعت دول اوروبية الى اتخاذ "اجراءات حازمة" لوقف العنف الجاري في سورية حيث صعدت حكومتها حملتها ضد المتظاهرين العزل. وفي بيان مشترك حثت فرنسا وايطاليا الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة على ممارسة الضغط على سورية لانهاء حملتها في قمع المتظاهرين. وقالت المملكة المتحدة انها بحثت فرض اجراءات "ذات تأثير على النظام"، بينما تنظر الولايات المتحدة الامريكية في امكانية فرض عقوبات ضد دمشق ايضا.
التدخل العسكري في هذه الاثناء قلل وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ونظيره الأمريكي روبرت غيتس من احتمال التدخل العسكري الغربي في سورية على نسق ما حدث في ليبيا. وقال فوكس، بعد مباحثات مع غيتس في واشنطن، إن هناك "قيودا عملية" تحد من المقدرة العسكرية الغربية. وأضاف "لا يمكن أن نفعل كل شيء في كل الأوقات، ويجب أن ندرك أن هناك قيودا عملية لما يمكن أن تقوم به بلادنا".