| الجزيرة تؤكد: التشويش مصدره الأردن :: آخر الاخبار - Alslam48 أعلنت شبكة الجزيرة الفضائية الخميس أن تحقيقا أجرته فرق دولية مختصة قد توصل إلى أن التشويش الذي استهدف بث قناة الجزيرة الرياضية خلال كأس العالم قد صدر من موقع في الأردن، مؤكدة أنها ستطالب الحكومة الأردنية "بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة". |
وقالت الشبكة إن تحقيقا موسعا أجرته فرق من المختصين الدوليين المستقلين في المجال التقني قد توصل إلى اكتشاف الموقع الذي كانت تصدر منه عمليات التشويش التي استهدفت بث قناة الجزيرة الرياضية لمباريات كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا.
وذكرت الجزيرة أن التشويش الذي صدر من موقع في الأردن تعمد إعاقة إشارة بث الجزيرة الرياضية، مما نتج عنه تشويش البث المباشر لعدد من مباريات كأس العالم. وقد ترتب على ذلك معاناة الملايين من المشاهدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد استنكر في حينه عملية التشويش على الجزيرة صاحبة الحق الحصري في تغطية مباريات كأس العالم.
التشويش أدى إلى معاناة ملايين المشاهدين بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفسير رسمي
وعلق متحدث باسم الجزيرة على اكتشاف مصدر التشويش قائلا "إن كأس العالم مناسبة يتداعى الناس لمشاهدتها والاستمتاع بها، ولكن للأسف جاءت عملية التشويش المتعمد لتفسد على الملايين في المنطقة متعة مشاهدة هذا الحدث العالمي ومتابعته. وقد ساءنا أن يكون مصدر هذا التشويش والتخريب من داخل العالم العربي. وسوف نطالب الحكومة الأردنية بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة".
وأضاف أن الجزيرة الرياضية "لجأت من باب القيام بمسؤوليتها تجاه مشاهديها إلى إطلاق أكثر من 12 باقة إضافية على عدد من الأقمار الاصطناعية، وذلك تمكينا للمشاهدين من متابعة الحدث الكروي الهام وتنويعا للخيارات أمامهم".
وتابع "لقد قامت الجزيرة بتحريات واسعة، بالتنسيق المباشر مع عربسات، وظفت فيها عددا من الفرق الدولية ضمت خبراء ذوي معرفة تقنية عالية. وبعد تحليل الرصد الدقيق الذي تم أثناء التشويش على بث الجزيرة، استطاع الخبراء تحديد الموقع الذي انطلق منه التشويش في موقع قريب من مدينة السلط الأردنية. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد عبر عن وقوفه إلى جانب الجزيرة في سعيها لتحديد موقع التشويش، ومساندتها فيما يمكن أن تتخذه من إجراءات قانونية ضد الفاعلين".
وأشار إلى أن "التشويش، الذي ألحق ضرراً كبيراً بقناة الجزيرة الرياضية وبالفيفا، وأحدث استنكارا من قبل محبي كرة القدم، قد قوبل كذلك بشجب في الدوائر الرياضية وغيرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلا عن بقية أنحاء العالم، حيث تم وصف ما جرى "بالقرصنة الفضائية".
وأكد "أن الجزيرة سوف توظف كل الوسائل المتاحة لضمان محاسبة الأطراف التي ارتكبت هذا الفعل، وذلك حرصا على حقوقها وحقوق مشاهديها ضد أي أفعال من هذه الشاكلة".
استغراب
من جهته استغرب مدير قناة الجزيرة الرياضية ناصر الخليفي أن يصدر التشويش الذي تم من الوطن العربي ومن الأردن تحديدا، وقال إن "كرة القدم يفترض أن تقرب بين الشعوب لا أن تفرق بينها".
وعن توقيت الإعلان عن الجهة التي تقف وراء التشويش قال الخليفي "لقد أردنا أن نتأكد أكثر بواسطة الاختبارات التي شارك فيها خبراء دوليون وشركات مستقلة عن الجهة التي تسببت في هذا التشويش".
وأكد أن شبكة الجزيرة سوف تلاحق قضائيا المتسببين في عملية التشويش والتي حرمت 167 مليون مشاهد من مشاهدة مباراة الافتتاح في كأس العالم، مشيرا إلى أنه ولأول مرة في تاريخ كأس العالم نقلت الجزيرة الرياضية 25 مباراة على القناة المفتوحة مجانا.
وأعرب عن شكره للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا على دعمه ووقوفه بجانب القناة من أجل كشف وملاحقة المتسببين في عملية التشويش.
ذي غارديان تؤكدوكانت صحيفة ذي غارديان البريطانية أكدت أن الوثائق السرية التي حصلت عليها تكشف أن الأردن كان موقع انطلاق التشويش على بث قنوات الجزيرة الرياضية خلال نقلها مباريات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا، في حين وصفت عمان كلام الصحيفة بالافتراءات.
وقال محرر شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة إيان بلاك للجزيرة إن الصحيفة ما كانت لتنشر الخبر لو لم تكن على درجة من اليقين.
واستبعد بلاك الذي رفض الكشف عن مصدر معلوماته، أن يتم ذلك التشويش دون علم من السلطات الأردنية، مستندا في ذلك إلى رأي الخبراء.
ونقل مراسل الجزيرة في لندن ناصر البدري عن بلاك قوله "إن الجهة المشوشة كانت ترسل إشارات تشويش قوية، وقام فنيو الجزيرة بعملية مضادة، لكن الآخرين ضاعفوا قوة التشويش".
وأكد بلاك أن التجهيزات الفنية التي استخدمت في عملية التشويش كانت متطورة للغاية وليست لهواة، مشيرا إلى أن عملية التشويش تمت في الأردن وبعلم السلطات الأردنية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وعن توقيت نشر الخبر قال بلاك إن عملية التحقق والتثبت من مصادر المعلومات استغرقت وقتا طويلا وبعد استشارة خبراء في مجال التشويش.
وكانت الصحيفة قد ربطت بطريقة غير مباشرة بين التشويش وانهيار مفاوضات الأردن مع الجزيرة الرياضية لنقل مباريات كأس العالم للمشاهدين الأردنيين.
نفي أردني
على الجانب الآخر قالت مصادر رسمية أردنية لمدير مكتب الجزيرة في عمان ياسر أبو هلالة إن ما أوردته ذي غارديان غير صحيح، واصفة إياه بالافتراءات. وأكدت هذه المصادر استعداد الحكومة الأردنية للتعاون مع أي جهة تحقيق فنية محايدة في هذه القضية.
وأضاف أن المسؤولين الأردنيين أكدوا أنهم يرفضون التعامل مع التقارير الصحفية ما لم ترد من جهات لها صفة قانونية، مشيرا إلى أنهم نفوا أن يكون الأردن قد طلب من القناة بث المباريات مجانا، وقالوا إنهم قدموا عرضا للقناة لكنه لم يكن مناسبا لها.
وأوضح المراسل أنهم زاروا المكان الذي ذكرت الصحيفة أن التشويش انطلق منه، وهي منطقة تسمى جلعد شمال شرق مدينة السلط وهي منطقة مزارع وغابات وليست فيها كثافة سكانية.
وكانت الحكومة الأردنية رفضت ما أوردته صحيفة ذي غارديان البريطانية بأن مصدر التشويش الذي تعرضت له قنوات الجزيرة الرياضية خلال مباريات كأس العالم هو الأردن.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن مصدر حكومي أردني رفضه "وبشكل قاطع الادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن هويتها لصحيفة ذي غارديان البريطانية بأن الأردن كان وراء التشويش الذي تعرض له بث قناة الجزيرة الفضائية خلال مباريات كأس العالم 2010".
وجاء في الخبر الرسمي الأردني "أن هذه الادعاءات باطلة وغير مقبولة، وأن الحكومة مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق وأنها واثقة بأن مثل هذا الفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات".
ونقلت بترا عن المصدر قوله إن "رفض الحكومة أيضا للتكهنات والآراء التي عبرت عنها مصادر في قناة الجزيرة لصحيفة غارديان حول رد فعل الأردن على فشل مفاوضات شراء حقوق البث الأرضي للمباريات".
وجاء في الرد الحكومي الأردني على ما ورد في صحيفة ذي غارديان "أن الأردن كان قد تحدث مع مسؤولين في قناة الجزيرة حاول شراء حقوق البث قبل حوالي أربعة أشهر من انطلاق المباريات، لكن قناة الجزيرة لم تبدأ المفاوضات الفعلية إلا قبل أيام من انطلاق المباريات".
وتابع المصدر قائلا إنه وقبل حوالي أربعة أيام من بدء مباريات كأس العالم تقدمت الجزيرة بعرض لبيع حقوق البث الأرضي للأردن لعشرين مباراة تختارها هي، وإن معظم هذه المباريات من الدور الأول مقابل ثمانية ملايين دولار والسماح ببث المباريات على شاشات كانت ستوضع في المناطق النائية والفقيرة مقابل خمسين ألف دولار لكل شاشة عرض.
وبحسب المصدر فإن الحكومة "رفضت هذا العرض لأنها اعتبرته متأخرا جدا ولأن المباريات التي سمحت الجزيرة ببثها وعدد هذه المباريات لم يكن مناسبا".
وأضاف المصدر "أن الحكومة حافظت على سرية المفاوضات ولم تفصح عن تفاصيلها واستمرت بتعاملها المهني مع قناة الجزيرة ومكتبها بعمان".
وكان بث قناة الجزيرة الرياضية قد تعرض للتشويش أثناء المباراة الافتتاحية للمونديال الأخير بين المكسيك وجنوب أفريقيا، ومرات أخرى بعد ذلك. وكان مدير القناة ناصر الخليفي قد اعتبر أن ذلك التشويش "عملية مفتعلة ومخطط لها"، وتعهد بكشف الجهة التي كانت وراءه.