من نحن: موقع السلام 48 لكل العرب ، هو موقع ومنتدى اخباري ، ترفيهي معلوماتي، الموقع الاول لقرية جت المثلث التي تقع في محافظة حيفا الإسرائيلية(قعر جبال نابلس) الذي يعرض ونقل لكم الاخبار بشكل آخر ويعرض لكم اهم واجدد الاحداث المحلية والعالمية والإخبارية والترفيهية والثقافية ويعرض لكم اجدد الافلام والمسلسلات والاغاني العربية وغيرها واسس هذا الموقع عام 2009 وقد حرص موقع السلام 48 طوال مسيرته إلى تقريب المسافات بين البلدان العربية وذلك بإجتماعهم في موقع لتبادل المعلومات العام والعالمية والمحلية. ويشارك في منتدى السلام 48 اكثر من 6000 عضو. ترقــــــــــبوا قريباً موقع السلام 48 على النطاق الجديد
موضوع: الغزو الفكري الغربي وأثره في النظام الاجتماعي 1/11/2010, 11:59 am
التاريخ: الجمعة 1-1-2010 الموافق 15 محرَّم 1431 هـ.
خطبة الجمعة في مسجد البيان، جت المثلث.
الموضوع: الغزو الفكري الغربي وأثره في النظام الاجتماعي
للشيخ الأستاذ احمد بدران.
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُهُ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ سيدنا محمداً عبده ورسوله. أوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله العظيم وطاعته، وأحذّركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره أو نهيه، لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (الجاثية:15).
الغزو الفكري وبعض آثاره.
إخوةَ الإسلامِ والإيمانِ، لقدْ غزا الغربُ أمَّةَ الإسلامِ بأنواعٍ من الغزوِ، منها العسكريُّ فأسْقَطَ دولةَ الإسلام، ومنها - وهُوَ ذو الأثرِ الأعظم - الغزوُ الفكريُّ الذي لا زالَ ينخرُ في أدمغِة أبناء وبنات هذهِ الأمّةِ. الغربُ غزا الأمّةَ الإسلاميَّةَ بعقيدتهِ وفِكرهِ وأنظمتهِ للحياةِ، وتركَ آثاراً كثيرةً في حياةِ المسلمين، تبدأُ منَ الآثارِ في العقيدةِ والفِكرِ، وتنتهي إلى الآثارِ في السّلوكِ وطريقةِ العيشِ التي يعيشُها المسلمون. وكانَ منْ أخطرِ ما أصابَه الكُفرُ، ما ينظم علاقة الرِّجالِ بالنّساء. أي النّظام الاجتماعي في الإسلام. خاصة وان معظمُ المسلمينَ يجهل الأحكامَ التي تُنظِّمُ علاقةَ الرِّجالِ بالنِّساءٍ. فكانوا ضُعفاء في المواجهةِ.
جهل المُسلمونَ نظامَهمُ الاجتماعي فلمْ يُطبِّقوه، الأمرُ الَّذي أدّى إلى وجودِ مشاكلَ كثيرة بينَ الأزواجِ وزوجاتِهم وخاصةً في موضوعِ العلاقاتِ الجنسيَّة.. كثيرٌ منَ الرِّجالِ والنِّساءِ لا يعرفونَ حدودَ الحلالِ والحرامِ في هذهِ العلاقةِ. لا يعرفونَ كيفَ يُنظِّمُ الإسلام هذهِ العلاقة؟ والأصل في منْ كانَ جاهلاً بمثلِ هذه الأحكام، أنْ يعملَ على معرِفتها. هذا من ناحيةٍ.
من ناحيةِ أخرى، وحيثُ أنَّ الإسلامَ لمْ يُجِزْ إلا علاقةَ الزّواجِ بينَ الرَّجلِ والمرأة – كعلاقة خاصة-، فشا بينَ شبابِ المسلمينَ - وبسبب التضليل الغربي - وبناتهم مُحرَّمات كثيرة ، بدءًا بعلاقات الصداقة أو ما يُسمّى بالحُب، وانتهاءً بالزنا والعياذُ باللهِ. ولا تكاد توجد فاحشة يمكنُ أنْ تُرتكب في هذا المجال، إلا وهيَ موجودةٌ في قُرانا. لكنّنا، حياءً وحفاظاً على الأعراضِ، نغُضُّ الطَّرْفَ، ونكمم الأفواهَ، وكُلُّنا يحاولُ أنْ يضعَ القُمامةَ تحتَ البِساطِ. وستر المعاصي من المظاهر الطيِّبة إن شاء الله، نسألُ اللهَ عزَّ وجلّ أنْ تكونَ سرائرُ النَّاسِ كظواهرها.
عمق اثر الغزو الفكري في النظام الاجتماعي، مثال:
إخوتنا الكرام، وحتّى نعلم عُمق المأساة التي يعيشُها المسلمونَ في هذا الجانب، أتيْتُكُمُ اليوم بمقالٍ لمذيعةٍ وصحفيَّةٍ سعوديّة! انتبهوا جيداً. استمعوا ماذا تقولُ هذهِ الكاتبة - التي قال عنها أحدِ العلماء في السّعودية "إنّها كأبي لهب":
استمعوا لما تقول ، وحكِّموا كتابَ اللهِ عزَّ وجل فيما تقولُهُ:
في صحيفة "المصري اليوم"، مقال بقلم نادين البدير - اسم الفتاة نادين البدير - المقال نشر في 16/12/2009. عنوان المقال "أنا وأزواجي الأربعة".
وهدفُنا من إيرادِ هذا المقال شيءٌ واحد: محاولة معرفة أو قراءة مدى تأثير الفكر الغربي في المجال الاجتماعي على عقول أبناء وبنات المسلمين. ربّما تُمثِّلُ هذه الفتاة صورةً، قد تكون غير دقيقة، لكنّها تُمثِّلُ مدى عُمقِ الأثر الذي تركهُ الغربُ في عقولِ بعض أبناء وبنات المسلمين، وأبناؤنا وبناتنا في بلادنا ليسوا ببعيدينَ عن هذهِ الصّورة. استمعوا لما تقول الكاتبة.
"أنا وأزواجي الأربعة. ائذنوا لي أنْ أُزفَّ إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إنْ أمكن. فلتأذنوا لي بمُحاكاتكم. ائذنوا لي أنْ أختارَهم كما يطيبُ لجموحِ خيالي الاختيار.
أختارُهم مُختلفي الأشكالِ والأحجام. أحدُهم ذو لونٍ أشقر، وآخر ذو سُمرة بقامةٍ طويلةٍ أو ربمَّا قصيرة. أختارُهم متعدِّدي المللِ والدياناتِ والأعراقِ والأوطانِ. وأعاهدُكم أنْ يسودَ الوئام.
لن تشتعلَ حربٌ أهلِيةٌ ذكوريةٌ، فالمُوَحِّدُ امرأة".
[تطلب منّا، أنْ نتركها تختار أزواجها كما تريد... لا يضُرّها تزوجت من مسلم أو تزوجت غير مسلم.... هي تريد أربعة أو تسعة إن كانَ بالإمكان].
"أُخلُقوا لي قانوناً وضعياً أو فسِّروا آخرَ سماويّاً [انتبهوا! "فسِّروا آخر سماويا": أي ائتوها بتفسيرٍ جديدٍ للقرآنِ الكريم أو الحديث يُبيحُ لها هذا الفساد] واصنعوا بَنداً جديداً ضمنَ بنودِ الفتاوى والنَّزوات، تلكَ التي تُجمعونَ عليها فجأةً ودونَ مُقدِّمات.
هكذا رُحتُ أطالبُ مرةً بحقي في تعدُّدِ الأزواجِ...لكنَّ أحداً لم يتمكَّن مِن إقناعي.. لمَ أنا محرومة من تعدُّدِ الأزواج؟ كرَّروا على مسامِعي ذاتَ أُسطوانة الأسئلة وقدّموا ذاتَ الحُجَج التي يعتقدونها حُججاً.
قالوا: إنَّكَ لن تتمكَّني كامرأة من الجمعِ جسديّاً بين عدةِ رجال، قلتُ لهم: الزوجةُ التي تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر...على كل حال إنْ كان الرجل لا يكتفي جنسيا بواحدة فالمرأة لا تكتفي عاطفياً برجل.
أمّا عنِ النَّسب فتحليل الحمض النووي DNA سيحُل المسألة. بعد فترة لم يعُد تفكيري منحصراً في تقليدِ الرَّجُلِ أو منعهِ من التَّعَدُدِ، صار تفكيراً حقيقياً في التعدُّديّة، التي نخجَلُ نحنُ النِّساء منَ التّصريحِ عن رأيِنا الداخلي بها".ا.هـ
مقال.... مأساةٌ من المآسي، مقالة تُصوّرُ انعتاق هذه الفتاة الفاسدة من دينِ الإسلامِ جُملةً وتفصيلاً؛ لأنّها لا تثقُ بما عندَ اللهِ عزَّ وجلّ، تُعرِضُ عن كتابِ اللهِ عزَّ وجلّ، تُريدُ أنْ تتزوّجَ مِنْ أكثر من رجل، وهذا أمرٌ تعرفونَ حُرمتهُ في الإسلام. وتقول لكَ: هذا الدّين ما عاد ينفع!
الحرية الشخصية في الجاهلية الأولى
طرحَ الغرب فكرةَ الحُريّةِ الشخصية وفي مجالِ العلاقات الجنسية، وربما تستغربون إذا علمتم أنَّ الغربُ لا زالَ مُتخلِّفاً في الحريّةِ الجنسيّةِ بأنواعها مقارنة مع ما عرفهُ العربِ في مكةَ المكرّمة من حريةٍ وانفتاحٍ في مجالِ العلاقاتِ الجنسية قبل الإسلام. استمعوا جيداً كيفَ كانَ مجتمعُ مكة قبلَ مجيءِ النّبيِّ محمد صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، حتى نرى أينَ توجد الحريّة الجنسية أكثر؟ في باريس وواشنطن أم في مكة المكرمة قبلَ البعثة النبويّة؟
عَنْ عُرْوَةَ [أي ابن الزبير]: ((أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ [على أربعةِ أنواع]: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ، يَخْطُبُ الرَّجُلُ إلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوْ ابْنَتَهُ فَيُصْدِقُهَا [أي يُحدِّدُ لها مهراً] ثُمَّ يَنْكِحُهَا [زواج بمهر كما هو مُتبَّع اليوم] وَنِكَاحٌ آخَرُ، كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا [إذا طَهُرت من الحيض]: أَرْسِلِي إلَى فُلَانٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ [أي: الزوج يقول لزوجتهِ أرسلي إلى فلان واطلبي منهُ أن يُجامعكِ.] وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إذَا أَحَبَّ [أي أتاها إذا أحب]، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ يُسَمَّى نِكَاحُ الِاسْتِبْضَاعِوَنِكَاحٌ آخَرُ، يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ دُونَ الْعَشَرَةِ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ كُلُّهُمْ فَيُصِيبُونَهَا [رجال أقل من عشرة يدخلون على المرأة كلُّهم يجامعونها]، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ وَمَرَّ لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا أَرْسَلَتْ إلَيْهِمْ [بعدَ أن تحمل وتلد تبعث إليهم - الذين أتوا الفاحشة معها -]، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، فَتَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمْ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلَانُ [تنظر إلى الشباب الجالسين أمامها تقول لهم بأنها ولدت وهذا هو ابنك]، فَتُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ، فَيُلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنْهُ الرَّجُلُ وَنِكَاحٌ رَابِعٌ يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ لَا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ الرَّايَاتِ وَتَكُونُ عَلَمًا، [هؤلاء عندهن مؤسسات على بابها عَلَم مرفوع معروف بأنَّ هذا بيتٌ للدَّعارةِ - هذا في مكّةَ أرقى من باريس وأرقى من..... مؤسسات رسميّة مع عَلَم] فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ إحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ جَمَعُوا لَهَا وَدَعَوْا لَهَا الْقَافَةَ [القافة: جَمع قائف، الذي يعرفُ الولدَ من شَبَهَهُ بأبيه]، ثُمَّ أَلْحَقُواوَلَدَهَابِاَلَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ [أي استلحقه] وَدُعِيَ ابْنَهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إلَّا نِكَاحَ النَّاسِ الْيَوْمَ)). رواه الإمام البخاري وأبو داوود.
بالمناسبة، أمُّنا الكريمة رضيَ اللهُ عنها، أتَتْ على أشهرِ أنواعِ النِّكاحِ التي كانَت معروفة في ذلكَ الزَّمنِ. وكانت هناك أنواع أخرى من النِّكاح معروفة، مثلُ نكاح الخِدْن. قال اللهُ عزَّ وجلّ: {... وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ...} (النِّساء:25) كانَ أهلُ مكّة يقولون: "مَا اسْتَتَرَ فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَمَا ظَهَرَ فَهُوَ لَوْمٌ".
ونكاحُ المُتعةِ هو زواجُ المرأةِ بعقدٍ إلى أجلٍ معلوم. زواج مؤقّت. وهذا لا زال موجودا عند الشيعة إلى اليوم. وقد نهى رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ عن المُتعةِ يومَ خيبر. وكان هذا آخر عهد النبي بهذا النِّكاح.
وهناك نكاح يسمَّى نكاح المَقْتْ، وهو أن يتزوّجَ الولدُ امرأةَ أبيه. قال تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا} (النِّساء:22) أي ما كان في الجاهلية عفا الله عنه. من الآن فصاعداً يحرمُ على الولدِ أنْ يتزوجَ امرأةَ أبيهِ.
وهناك في الجاهليَّة نكاحُ الشِّغار، وهو أن يزوِّجَ الرَّجلُ ابنتهُ أو أختهُ أو غيرها، ممَّن له الولاية عليها على أن يزوِّجَ الآخر ابنتهُ أو ابنةَ أخيهِ أو أختهِ من غيرِ صداقٍ بينهما. أي أزوّجكَ أختي وتزوّجني أختك. يقول ابن عمر: ((نهى النّبيُّ عن الشِّغار)). ويقول أبو هريرة في الشِّغار: "الشِّغارُ أنْ يقولَ الرَّجلُ زوِّجني ابنتك وأزوّجُكَ ابنتي. أو زوّجني أختكَ وأزوجُكَ أختي."
وهناك نكاح كانوا يسمّونهُ في ذلكَ الزّمنِ نكاح البدل. بخلاف البدل اليوم، وهوَ أن يتنازلَ كلُّ واحدٍ عن زوجتهِ للآخر. وهذا موجود عند الكفار اليوم في أوروبا وغيرها.. وإن كانَ غير منتشر. يعطي زوجتهُ لصاحبهِ ويأخذ امرأة صاحبهِ. وَقَدْ أَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: ((كَانَ الْبَدَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: انْزِلْ لِي عَنْ امْرَأَتِكَ وَأَنْزِلُ لَك عَنْ امْرَأَتِي)). مع أنَّ في إسناد هذا الحديث ضعف، لكنّ هذا واقع نكاح البدل في ذلكَ الزَّمن.
ربّما يتساءلُ بعضُ الإخوةِ الآن: ما علاقةُ مقال نادين البدير بنكاحِ الجاهليَّة. أقول: الفكرُ الذي كانَ سائداً في الجاهليَّةِ من حُريَّةِ المرأةِ في مجالِ الجنس، هذا الفِكر هو الذي تملكهُ البدير. وهذا الفكر بالمناسبة، موجودٌ بنسب متفاوتة، في عقولِ كثيرٍ منَ الشَّبابِ والبناتِ اليوم. ولا أقولُ هذا مهوِّلاً وإنِّما أقوله منبِّهاً. إذ هدفنا أن نفهمَ الواقعِ الذي نعيشُهُ حتى يمكننا معالجتهُ.
الواقع أنَّ هناكَ خللاً في نواحي كثيرة، من أهمها:
أولا: خللٌ في العلاقات الجنسيّة بين الرّجال والنّساء، لجهلِ كثيرٍ من الرِّجال والنِّساء بأحكام الشَّرع التي تنظِّمُ هذهِ العلاقةِ ممّا يوجد مشكلات كثيرة، وطبيعة هذه المُشكلات أن تظَلَّ تحتَ السَّطحِ لا يتحدث أحد ٌ عنها، ولا يكادُ يجدُ صاحبُ المشكلةِ من يُعينهُ في حلِّها، مع أنَّ الأصل أن يسعى لحلِّها.
ثانيا: وجودُ علاقاتٍ كثيرةٍ بينَ الشّبابِ والبنات. الحقيقة أنَّ الإنسان هو عقيدةٌ وفكرٌ وسلوك. فحينَ تتصوّرُ الفتاةُ مثلاً اليوم، أنَّهُ يجوزُ لها أن تُنشئ علاقةً مع شاب، تكونُ قد استحلَّت حراماً، فإن كانت معتقدةً ذلك، تكونُ مرتدةً عن الإسلام. وإن كانت تفعله دون اعتقاد، تكونَ فاسقةً مرتكبةً لمعصيّةٍ كبيرة، لا ندري ما يمكن أن ينجم عنها من مشكلات.
إخوتنا الكرام، إنَّ أبناءَ وبناتِ الأمّةِ الإسلاميّة قد أصابَ الكُفّار منهم مقتلاً في شأنِ الجنس. فينبغي لكل منا أن يهتم بأبنائه وبناته، وأنْ نرجِعَ إلى دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، إلى القناعةِ التي أُمِرنا بها، إلى غضِّ البصر الذي أُمرنا بهِ، إلى دراسةِ الإيمانِ الذي أُمرنا به، والأحكام التي شرعها الله عز وجل، حتى نستطيعَ الحفاظَ على أنفسنا، وعلى زوجاتنا، وعلى أبنائنا، وعلى بناتنا في دائرةِ رضوان اللهِ عزَّ وجلَّ. وإلا فإنَّ الزِّنا لا يؤدي إلا إلى سخطِ اللهِ عزَّ وجل.
أقولُ قولي هذا، واستغفرُ الله لي ولكم، فيا فوزَ المستغفرين استغفروا الله.
توصيات
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربٍّ العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأُصلي وأسلِّم على سيدنا محمد وعلى آلهِ وصحبه أجمعين.
أُنشئَ منذُ فترةٍ لهذا المسجدِ موقعٌ اسمهُ موقعُ مسجدِ البيان. وكانت إحدى أهم الغايات التي أُنشئ هذا الموقع في الإنترنت من أجلها، الإجابةُ عن الأسئلة والمُشكلات التي لا يستطيعُ الإنسانُ طرحَها علناً. يمكن أن تدخل إلى موقع مسجد البيان، وأن تكتب هناكَ رسالة دون ذكر الاسم، تكتب الرسالة والبريد الإلكتروني، تقول: أنا أعاني في حياتي من مشكلة ... فما هو حلُّها؟ ونأملُ أن تتلقّى جواباً.
يمكنك إن كانت لديك مشكلة الدخول إلى الموقع، وكتابة أي رسالة مع كتابة البريد الإلكتروني وستتلقى إن شاء الله على ذلك جواباً. هذا واحد.
ثانيا: إنَّ مِمَّا يعينُ على وقايتنا ووقاية أبنائنا وبناتنا من التأثُّرِ بالغرب، دراسة الإسلام. الموقع يتضمّن مقالات كثيرة متفرّقة هدفها إعانةُ المسلمِ على فهمِ دينهِ والالتزام به. وكلّها هادفة. فلا يوجد مقال غير هادف.
ثالثا: دوراتنا الدراسية سنعيدها بإذن الله قريباً في هذا المسجد، عندما نُعافى قريباً إن شاء الله سنعيدُ دورةَ العقيدةِ وسنعقد إن شاء الله معها دورة ثانية وربما ثالثة تكون متزامنة في مكتبة المسجد أو في هذه القاعة من المسجد. فاحرصوا على حضور هذه الدورات لدراسة الإسلام ودراسة عقيدته وأحكامه. حتى يتسنّى لنا جميعاً الالتزام بشرع الله عزّ وجل والثبات على دينِ الله عزّ وجلّ حتى نلقى الله عزّ وجلّ وهو راض عنا.
إخوتنا الكرام، إن أبنائنا وبناتنا يعانونَ من مشكلةٍ كبيرةٍ هم أصغرُ منها بكثير. بل ربما كان الرجال الكبار أصغر من المشكلة بكثير. بل ربما وُجدَ بيننا الآن رجال يميلون إلى غيرِ زوجاتهم، وهم مُسلمونَ ومؤمنونَ لا يجدونَ لما عندهم من دوافع علاجا. لا يجدون طريقة لضبطَ أنفسِهم ضمنَ شريعةِ اللهِ عزّ وجلّ. وكلكم يعرف أين يبدأ المحرّم في هذا المجال؟ يبدأ المحرّم من: النّظرة الأولى لكَ والثّانيةُ ليست لك. إخواننا، من أجل ديننا، من أجل مجتمعنا، من أجل سعادتنا، وسعادة أسرنا وأبنائنا وبناتنا في الدنيا والآخرة، نحُثُّ أنفُسنا ونحثكم على دراسة الإسلام حين يَتَيَسّر ذلك. أسأل الله عزَّ وجل أنْ يُعجِّلَ في فرجِ هذه الأمّة، ويُوَفِّق شبابنا وبناتنا، ويَرُدّهم إلى دينهم رداً جميلاً، إنّه على ذلك قادر.
إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما....