في غضون ذلك ذكر التلفزيون الليبي الرسمي أن سبعة أشخاص قتلوا وجرح 18 اخرون مساء الأربعاء في غارات شنها الحلف الاطلسي على منطقة خلة الفرجان في جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس.
وكان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي اقترح الثلاثاء وقفا لاطلاق النار تعقبه فترة انتقالية من ستة اشهر للاعداد لانتخابات تشرف عليها الامم المتحدة.
وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الانتقالي المعارض إنه لا يوجد اعتراض على وجود قوات برية اجنبية لحماية المدنيين.
وأضاف غوقة في مؤتمر صحفي في بنغازي ان حلف شمال الاطلسي يقوم بمزيد من الجهد لحماية المدنيين.
وأوضح "أن حماية المدنيين تقتضي توفير الممرات الآمنة لايصال الغوث الانساني ، واذا كان ذلك لا يتأتى الا بنشر قوات برية فلا ضير في ذلك على الاطلاق وهذا يدخل ضمن آليات الامم المتحدة."
"اختفاء الخطوط الفاصلة"
وتأتي تصريحات غوقة عقب إعلان فرنسا وايطاليا إرسال مجموعات صغيرة من الضباط العسكريين لتقديم المشورة للمقاتلين المعارضين الساعين للاطاحة بالعقيد معمر القذافي.
وقال المسؤولون الفرنسيون انهم سيرسلون اقل من 10 ضباط، فيما قال وزير الدفاع الايطالي ان بلاده سترسل 10 ضباط.
وكانت بريطانيا قد أعلنت الثلاثاء انها سترسل فريقا مماثلا من عسكريين بريطانيين إلى بنغازي.
من جانبها حذرت مسؤولة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس من اختفاء الخطوط الفاصلة بين العمليات العسكرية والعمل الإنساني في ليبيا.
وقالت إنه على الرغم من صعوبة توصيل المساعدات إلى المتضررين إلا أن الأمم المتحدة تستطيع أن تقوم بذلك دون قوات عسكرية.
وأَضافت أن أي تدخل عسكري يمكن أن يعرض عمال الاغاثة وشحنات المساعدات الانسانية للخطر.
دور محدودمن جانبه أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن قوات المعارضة حصلت على اسلحة إما بشرائها "باموال ليبية" وإما هبة من "بعض الأصدقاء".
وقال عبد الجليل في مقابلة تلفزيونية خلال زيارته الى باريس "بالفعل لقد تلقينا بعض الاسلحة ولكنها ليست كافية".
وأضاف "حصلنا على الأسلحة اما بشرائها واما من بعض الاصدقاء. لا يمكنني الافصاح الان عنهم ولكن يمكنني القول ان اصدقاء لنا اعطونا اسلحة وتمكنا من جانبنا من شراء اسلحة بالأموال الليبية".
وتوقع عبد الجليل أن يكثف حلف الناتو من ضرباته الجوية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأعرب عن ثقته في أن القذافي سيطاح به سواء عاجلا أم آجلا.
مساعدات أمريكيةمن ناحية أخرى أعلن مسؤولون أمريكيون أن الإدارة الأمريكية تعتزم تقديم مساعدات عاجلة للثوار الليبيين تقدر بحوالي 25 مليون دولار.
وأوضح دبلوماسي أمريكي بارز أن الرئيس باراك أوباما بعث برسالة إلى الكونجرس الأمريكي يخطرهم فيها بنيته "استخدام سلطاته وسحب سلع وخدمات تصل قيمتها الى 25 مليون دولار من موارد اي جهاز في الحكومة الامريكية".
وأضاف أن "الخطوة التي اقترحها الرئيس ستوفر المساعدة الضرورية جدا والتي لا تشمل الاسلحة لدعم الجهود لحماية المدنيين والمناطق التي يسكنها المدنييون والمعرضة لهجمات في ليبيا".
وجاء في مذكرة مرفقة بالرسالة ان المساعدات يمكن ان تشتمل على عربات وشاحنات لنقل الوقود وعربات اسعاف ومعدات طبية وسترات واقية ومناظير واجهزة لاسلكية.
قنابل عنقودية
على جانب آخر قالت الأمم المتحدة ان ما ذكر عن استخدام قوات القذافي للقنابل العنقودية في مدينة مصراته "قد يصل الى حد الجريمة الدولية".
وقالت مفوضة حقوق الانسان في المنظمة الدولية نافي بيلاي في بيان: "تفيد انباء بان قنبلة عنقودية انفجرت قرب مستشفى مصراته، وتفيد انباء اخرى بان عيادتين طبيتين تعرضتا لنيران القناصة او المدفعية".
واضاف البيان: "وهناك انباء متكررة عن استهداف القناصة عمدا للمدنيين في مصراته وغيرها من المدن الليبية الاخرى".
وقالت بيلاي ان الاستهداف المتعمد للمنشآت الطبية هو جريمة حرب، كما ان استهداف المدنيين عمدا او اهمالا قد يصل الى حد الانتهاك الخطير لقانون حقوق الانسان الدولي.
واضافت: "احث السلطات الليبية على مواجهة حقيقة انها تهوي بنفسها وبالشعب الليبي الى مستنقع سحيق، وعليهم ان ينهوا حصار مصراته ويسمحوا للمساعدات والعون الطبي بالوصول الى ضحايا الصراع".
كما حثت قوات الناتو على ممارسة اقصى درجات الحيطة والحذر كي لا تقتل مدنيين عن طريق الخطأ.