يعتبر التأخر الدراسي من المشكلات التربوية والاجتماعية التي يشكو الأهل والمعلمون وتقلق تفكيرهم
دون أن يدركوا أن هذا التأخر قد يشكل مرحلة طبيعية في حياة التلميذ،ولا يترك أية آثار أو ترسبات تعيق مستقبله الدراسي.........
كما أن التأخر لا يحمل في هذه الحالة سمات مرضية تستدعي القلق والتعصيب والغضب من جانب الأهل.
فكثيراً ما نسمع عن تلميذ كان يحتل المراتب الأولى في صفه
لسنوات متتالية وفجأة في سنة معينة لم يعد ذلك الطالب المتفوق
كما كان في السابق علماً أنه ما زال يبذل نفس الجهد في الانتباه
والاستذكار والعمل المتواصل فالمشكلة موجودة ومنتشرة ولكنها تكمن في مستوى النضج
الذي لا يتوافق مع حجم استيعاب المعلومات الجديدة المعطاء له في هذا الصف أو في تلك الفترة
وفي هذه الحالة يكون التأخر الحاصل نتيجة طبيعية لما وصل إليه من نضج لا يوازي المرحلة الجديدة أو يلائمه.
التأخر الدراسي يقصد به انخفاض نسبة التحصيل دون المستوى العادي والمتوسط في حدود انحراف معيارين سالبين وله نوعان:
تأخر دراسي عام وهو الذي يرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85 وهذا النوع يعتبر نادراً.
والتأخر الدراسي الخاص وهو التقصير في مادة بعينها أو عدة مواد كالرياضيات والقواعد فتلك المواد تحتاج إلى نسبة كبيرة
من التركيز والانتباه وهذا يعد منتشراً في مدارسنا ويعاني منه الكثير من المعلمين و الآباء وذلك التقصير يخضع لعدة أسباب وهي:
* أسباب فردية:
يرجع بعضها إلى الناحية الجسمية مثل النقص في نسبة الذكاء والتلف المخي وضعف الحواس مثل السمع والبصر
والضعف الصحي العام واضطراب الكلام التأتأة بالإضافة إلي النقص في القدرات العقلية المعرفية.
كذلك يسبب ضعف الذاكرة والنسيان واضطراب الحياة النفسية للتلميذ وصحته النفسية والجو النفسي
وسوء التوافق العام أو كراهية التلميذ لإحدى المواد أو كراهيته للمدرس.
* أسباب أسرية:
انعدام التوافق الأسري وكثرة الاضطرابات والمشاحنات وأسلوب التربية الخاطئ وانعدام الرقابة من قبل الوالدين
والقلق المستمر على التحصيل وعدم مراعاة قدرة الأبناء ومطالبتهم بمستوى من الطموح لا يتناسب
مع قدرات التلميذ والمقارنة المستمرة بين الأبناء سواء في المحيط الأسري أو على نطاق أبناء الأصدقاء والتقليل من شأنهم.
ويعتبر التأخر الدراسي من المشكلات التي قد تكون في كل بيت وعائلة وأعتقد أن الأسباب الجوهرية والأساسية
هي العوامل الاجتماعية والعائلية فهي المؤثر الأول والبيت هو اللبنة الأولي التي يتأسس ويتخرج منها الطفل إلي العالم
الخارجي فالخلافات العائلية المتكررة والتفرقة والتمايز في التعامل بين الأبناء وأسلوب التربية الخاطئ
كذلك كثرة المشكلات بين الزوجين كلها عوامل تؤدي للتأخر الدراسي.
وهناك نوعية من الأهل يرهقون أطفالهم ويدفعونهم للتعلم بقوة تفوق قوتهم الطبيعية التي تكون غير ملائمة
مع مستوى النضج لديهم فلذلك يلجأ الأهل للدروس الخصوصية مما يزيد شعورهم بالخيبة فيتولد عندهم الشعور بالنقص
لأنهم غير جديرين بتحمل مسؤولية أنفسهم.
الأسرة المتفككة التي يسكتها الخصام أو الطلاق فتكون الجحيم الذي يكتوي بناره الأبناء .
ومن الاسباب:
سوء التوافق المدرسي وعدم تكيف التلميذ داخل المدرسة ومع المدرسين أو مع زملائه وكذلك وجود معلم غير مؤهل
لا يستطيع توصيل المعلومة إلى التلميذ وانتقال المدرسين من مدرسة إلى أخرى أو من تدريس مادة إلى أخرى في نفس السنة الدراسية
وقد تكون في الفصل الواحد مما يسبب البلبلة للطالب وانعدام التوجيه التربوي للمدرسين
و سوء العلاقة بين المدرس والتلاميذ كالقسوة في المعاملة والشدة والسخرية والتهكم للتلميذ
وعدم مراعاة قدراته بحيث تتحول هذه العلاقة إلى كره المادة وإلى قلة الثقة بالمعلومات.
أنسب الحلول لمعالجة التأخر الدراسي
لاشك أن شق طريق النجاح أمر هين وفي متناول كل الأسر وهو أمر لا يستدعي التفكير ولا الحيرة ولا يتطلب مجهوداً جباراً
ولا قوة خارقة فكل أسرة تجري لاهثة وراء نجاح أطفالها وأنه أمامها وفي متناولها وهو الحب والاهتمام ومن تلك النصائح:
العناية والإصغاء: عندما يشعر طفلك بأنه مصدر صراعك اليومي والنفسي من أجل تألقه ونجاحه سيعمل جاهداً على تحقيق سعادتك
فتابعي دون ملل أو عصبية الاهتمام بشؤونه بكل صغيرة وكبيرة، كذلك شاركيه كل لحظات يعيشها سواء جلبت له المتعة أو الفائدة
أو خففت وصرفت عنه القلق والتوتر أثني عليه ولا تشعريه بأي إحباط تجاه أي عمل يقوم به.
المراقبة المستمرة للحالة الصحية وترتيب برنامج غذائي يناسب عمره ومراعاة تناول وجبة الصباح
كذلك نظمي أوقات النوم والاستيقاظ.
ولابد من مساعدة الطفل في إنجاز الواجبات ولكن حاولي بقدر الإمكان ألا يعتاد على تواجدك خلفه أثناء المذاكرة
ساعديه على فهم الدرس قبل إنجاز التمارين والحذر من أن تنجزي له بعض الأعمال بدلاً عنه
ليكن النظام لديه أساس النجاح وأن ترتيب محتويات حقيبته المدرسية من مسؤوليته وحده.
دمتم بخير....