لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وسط قرية زلفة بالقرب من أم الفحم، وذلك بعد أن اطلق مجهولون النار على السيارة التابعة للقتلى الثلاثة مما ادى الى انحراف السيارة وارتطامها بعامود كهربائي ومقتل ثلاثة شباب كانوا داخلها.
ويدور الحديث حسب الأنباء التي وردت في بيان للشرطة تم تعميمه على وسائل الاعلام حول اطلاق نار على سيارة اثناء عبورها وسط قرية زلفة المحاذية لمدينة ام الفحم، الامر الذي ادى الى انحراف السيارة عن مسارها وارتطامها بعامود كهربائي، فيما اسفر الحادث عن مصرع ركابها الثلاثة.
إنتقل الى رحمة المولى عزّ و جلّ، المرحوم محمد وتد والمرحوم عمر وتد المرحوم هاني حندقلو
وسيشيع جثمانهما بعد صلاة المغرب من مسجد البيان بالقرب من مدرسة إبن رشد الإبتدائيةإنا لله وإنا إليه راجعونوحول تفاصيل الحادث، قال شهود عيان ان سيارة القتلى كانت تسير على شارع رقم 65 بسرعة فائقة وتتعقبها سيارة أخرى يطل من داخل شخص وهو يطلق النار عليهم، وبعد مسافة قصيرة ارتطمت السيارة بعامود كهربائي مما ادى الى نشوب حريق في السيارة، كما وشوهد على الشارع عدد كبير من الرصاصات التي تم اطلاقها على السيارة.
طواقم الاسعاف حضرت الى مكان الحادث وأعلنت وفاة الركاب الثلاثة على الفور، كما وحضرت الشرطة الى مكان الحادث وطوقت المنطقة وباشرت التحقيق في ملابسات هذا الحادث البشع.
هذا ولا تزال الشرطة تجري تحقيقات مكثفة حول هذه الجريمة لمحاولة التوصل الى الجناة، كما وعُلم ان الشباب الثلاثة من جت المثلث وهم محمد وتد، هاني حندقلو وعمر وتد.
جت بعد هذه الحادثة المؤلمةتعيش قرية جت المثلث حالة من الغضب والقلق الشديدين بعد مقتل ثلاثة شبان من القرية في ريعان العمر، وذلك رميا بالرصاص بعد منتصف الليلة الفائتة داخل قرية زلفة وهم: عمر وإبن عمه محمد وتد البالغين من العمر 23 عاما وإبن خالتهما هاني حندقلو البالغ من العمر 24 عاما. وأعرب كافة السكان عن إستغرابهم الشديد من جريمة القتل البشعة مؤكدين على أن القتلى يتحلون بسمعة طيبة ومعروفين بعلاقتهم الايجابية والسامية مع كل من عرفهم.
والد القتيل عمر قال:" إبني قتل بدم بارد وذهب بشربة ماء، إذ لا توجد له أية علاقة بالأعمال الجنائية، بل أنه منشغل في عمله في مجال الميكانيكيات، ولا أعرف كيف وقعت هذه الحادثة التي خيمت فوق رؤوسنا الأسى والحزن". وتابع والد القتيل وهو يبكي ألما على مقتل إبنه قائلا:" بالأمس قال لي إبني أنه سيذهب مع إبن عمه إلى قرية زلفة لإحضار مبلغ من المال من أحد الأشخاص، وطلبت منه بأن لا يذهب، إلا أنه في نهاية الأمر قرر الذهاب، وبعد ساعتين من خروجه سمعنا أنه أصيب بعيار ناري وحالته خطرة، وعلى الفور توجهنا إلى مكان الحادث، وصدمنا بأنه قد فارق الحياة بحادث غريب ومؤلم جدا لا يمكن نسيانه مدى الحياة".
وتابع الوالد:" كان من المقرر أن يحتفل إبني بحفل زفافه بعد اسبوعين، لكن للأسف الشديد الفرح سيتحول إلى ترح، حتى قمنا بالأمس بتجهيز بيته وترتيبه من كافة الجوانب، وكان هو برفقتنا طوال الوقت، وملامح الفرحة والراحة كانت تعلو وجهه".
أما وسيم وتد شقيق المرحوم عمر وتد قال وهو يعتصر ألما :" قبل أن يخرج شقيقي إلى زلفة كنا نشوي اللحوم في باحة البيت، وفي هذه الأيام نسهر كل ليلة تحضيرا للزفاف، وكثير من الأقارب يتوافدون إلينا ليشاركوننا في فرحتنا هذه، لكن للأسف الشديد أيام الفرحة إنقلبت إلى حزن وألم والزوار يتوافدون إلينا من أجل تقديم العزاء".
وقال قريب القتيل الشاب محمد وتد الذي كان من المقرر هو الآخر أن يحتفل بزفافه مع نهاية العام الحالي،"قريبي المرحوم كان يعمل مقاول قرميد، وكان من المقرر أن يتزوج مع نهاية العام الحالي، وبالأمس إلتقيت معه وقال لي: "كم أنا سعيد في هذه الفترة لأنني سأدخل حياة جديدة بعد أشهر قليلة"، وفي الحقيقة حتى الآن لا نعلم من يقف وراء هذه الجريمة النكراء وكيف تم التخطيط لها، وخاصة أن جميع من كانوا داخل المركبة لا أعداء لهم".
القتيل الثالث هاني حندقو كان إنسانا متواضعا وصاحب واجب وإحترام، حيث قال أحد أقربائه :" المرحوم كام مقاول "تريس"، ومعروف بنشاطه في العمل ومسؤوليته الكبيرة تجاه الاخرين، وكان يساعد أفراد عائلته على المعيشة، ولديه طموحات واسعة بأن يتقدم في مجال عمله". وتابع قريب المرحوم: "خبر جريمة القتل وقع علينا كالصاعقة، ولم نتوقع في يوم من الايام ان يقتل هاني بدم بارد، لأنه لا يعرف العنف ولا الكذب ولا السرقة بل يحمل اطباعا يحتذى بها، لكن للأسف الشديد العنف أصبح لا يفرق بين الصالحين والمنحرفين". وأضاف في نهاية حديثه قائلا:" المرحوم كان يخطط للزواج في شهر نيسان 2012، وجميعنا ينتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر، وكم نحن حزينين لفراق إنسان غالٍ وقريب جدا على قلوبنا".
هذا ولم يغمض في بلدة الزلفة جفن لأي من مواطنيها الليلة الماضية بعد أن قضوا الليل بطوله في باحة جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الشبان عمر وتد (23 عاما) وابن عمه محمد وتد (23 عاما) وابن خالتهما هاني حندقلو (24 عاما) من جت رميا بالرصاص. هذا، وكان بيان الشرطة في نسخته الأولى قد قال بأن "مجهولين أطلقوا الرصاص على سيارة اثناء عبورها على شارع رقم 65، بالقرب من المدخل المؤدي الى قرية زلفة المحاذية لمدينة أم الفحم، الامر الذي ادى الى انحراف السيارة عن مسارها وارتطامها بعامود كهربائي، فيما اسفر الحادث عن مصرع ركابها الثلاثة".
من جهتها شرعت الشرطة بالتحقيق المكثف في ظروف الحادث وملابساته، سعياً للتوصل الى صيغة وقوعه الحقيقية، تماماً فور اعلان الطبيب المرافق لطواقم نجمة داوود الحمراء التي وصلت الى مكان الحادث عن وفاة الركاب المصابين.
وقال شاهد عيان، كنت اسير بسيارتي على شارع رقم 65، وبرفقتي افراد من عائلتي، حيث عبرت عنا سيارتان كانتا تسيران بسرعة فائقة، ومن احدها يقوم شخص ما بإطلاق الرصاص. قررت التوقف جانباً خوفاً من التعرض للأذى، وبعد ابتعاد السيارتين عن مركبتي نحو كيلومتر واحد، سمعت صوت اصطدام وما ان وصلت الى المكان، حتى وجدت ان احدى السيارتين ارتطمت بعامود كهربائي وبدأت ألسنة النيران تتصاعد منها".
وذكر شاهد عيان آخر، كنا نجلس مع الاصدقاء في الخارج وفجأة سمعنا صوت اطلاق رصاص كثيف، وعندما خرجنا للشارع لإستطلاع الامر، رأينا مركبتين تطاردان المركبة التي كانت بداخلها القتلى، وقاموا بإطلاق الرصاص بإتجاهها، حتى ما قبل خروجها عن مسارها وإرتطامها بالعامود الكهربائي ما أسفر عن مصرعهم على الفور". وتابع شاهد العيان: "عندما رأينا الحادث، وكنا قريبين منه، قررنا الهرب باتجاه كروم الزيتون المحاذية كي لا نصاب بأذى فيما قام لاحقاً احد الاطباء الذي يسكن في المنطقة بتقديم الاسعافات الاولية للمصابين، الا أن جميع المحاولات باءت بالفشل".
وانهى حديثه بالقول:"لأول مرة تشهد المنطقة مثل هذا الحادث الخطير، ويجب العمل بشكل جدي، على وقف الجرائم لأنها أصبحت تشكل خطراً على حياة السكان، وهذا الحادث كاد أن يعرض حياة المواطنين الابرياء للأذى، لذلك نطالب كافة الجهات المسؤولة العمل على الحد من الجرائم". وأشار شاهد العيان أن الشرطة وصلت الى مكان الحادث بعد 40 دقيقة، وان هنالك تذمر كبير من تأخر الشرطة".
وحضر الى مكان الحادث اقرباء القتلى، حيث ذكر احدهم أن أحد القتلى، كان من المفترض أن يحتقل بزفافه بعد اسبوعين والثاني في كانون أول والآخر في نيسان المقبل. وقال:" هذا قضاء الله وقدره، وسننتظر نتائج التحقيق حتى نرى من يقف وراء هذه الجريمة النكراء".
المرحوم محمد وتد
المرحوم عمر وتد
المرحوم هاني حندقلو