قبيل أشهر من زفاف كايت ووليام، بدأت التخمينات وكثرت الأقاويل حول المصمم الذي ستختاره العروس لإنجاز فستان زفافها. ولكن بقي الموضوع طي الكتمان ككل تفاصيل العرس الأخرى، حتى ما قبل يوم واحد من الحدث المنتظر. فوجئ كثر باختيار كايت للدار التي تحمل اسم المصمم البريطاني ألكساندر ماكوين الذي عرف عنه أسلوبه البعيد عن الكلاسيكية، وقد اختارت كايت اتجاهها إلى دار ماكوين بالبريطانية ومديرتها الإبداعية المصممة سارة بورتون لترتدي فستان زفاف هو بقماشه وأسلوبه «صناعة إنكليزية».
وتضاربت الآراء في يوم الزفاف الملكي عندما أطلّت العروس بفستان رائع من الدانتيل والساتان طُرّز يدوياً بحرفية عالية. فالبعض فوجئ ببساطة الفستان المفرطة، فيما كان من المتوقع أن ترتدي كايت فستاناً أكثر ضخامةً في «زفاف القرن» الذي ينتظره الكل حول العالم. فبالنسبة إلى البعض بدا الفستان كلاسيكياً أكثر من اللازم، خصوصاً لشابة ككايت كان يمكن أن تكون أكثر تجدداً. في المقابل، رأى آخرون أن الفستان رائع بتطريزه الراقي والدانتيل وبدا انعكاساً لشخصية كايت الناعمة وأسلوبها البسيط. وقال كثر إن إطلالتها كانت إطلالة أميرة بالفعل وشبهوها بالأميرة الراحلة غريس كيلي، حيث جمعت في إطلالتها بين الكلاسيكية والأسلوب المتجدد الشاب. علماً أن كايت كانت قد تدخلت في أدق التفاصيل المتعلّقة بتصميم الفستان.
في كل الحالات، مما لا شك فيه أن كايت تعرف جيداً ما يليق بها وعرفت أن تختار ما يعكس شخصيتها ويبرز أسلوبها. وتختلف نظرة المصمم عادةً عن نظرة الأشخاص العاديين كونه يقارب الأمور من ناحية فنية أكثر، ويبدي رأيه التقني بشكل مختلف. فرأى كارل لاغيرفيلد أن الفستان كلاسيكي جميل يتناسب مع طبيعة الزفاف الانكليزي الملكي. أما دار جيفنشي، فرأت في اختيار دار ماكوين لتصميم الفستان لفتة جميلة إلى المصمم الراحل. كما أكدت دار كينزو أن اختيار ماكوين كان موفقاً، فقد جمعت سارة بيرتون التي أنجزت الفستان بطريقة ذكية، بين الموضة والأسلوب الكلاسيكي بطريقة انكليزية بامتياز.
ما رأي المصمم اللبناني في فستان كايت وهل كان يمكن تصوّرها بتصميم مختلف؟ كان للمصممين اللبنانيين أيضاً آراؤهم في فستان الزفاف.
المصمم عبد محفوظ
«توقعت أن يكون هذا أسلوب الفستان الذي سترتديه كايت، فهو بريطاني الطراز وملكي تحديداً. بالنسبة إلي الفستان جميل جداً وإن كان شديد البساطة. لا شك أنه كان من الممكن اختيار فستان يوحي بمزيد من الفخامة لكن كايت اتجهت إلى البساطة وحرصت على اختيار دار المصمم البريطاني ألكساندر ماكوين، وكان إحساسي ينبئني بأن اختيارها سيقع عليه. فهو ليس بريطانياً فحسب، لا بل مات قبل فترة قصيرة ولا شك أنها أرادت أن تكرّمه باختيارها اسم الدار في يوم زفافها الأسطوري. يمكن القول إن الفستان كان يمكن أن يكون أكثر فخامة وأكثر جمالاً، لكن كايت اختارت المصمم أولاً كعربون وفاء له. حتى أنه يمكن الحديث عن أناقة القبعات المتنوعة جداً في الزفاف أكثر من الحديث عن الفستان نفسه. لكن الأهم أنه يناسب أسلوبها ويتناغم مع الطراز الانكليزي».
المصمم طوني يعقوب
«فستان كايت جميل ولا شك أنه ملكي لكنه كلاسيكي جداً. وجدته مميزاً بالدانتيل ونوعية الساتان. وإطلالة كايت بشكل عام ذكرتني بطلّة الأميرة الراحلة غريس كيلي في يوم زفافها. لذلك أرفض انتقادات البعض بأن الطرحة قصيرة وغيرها من الانتقادات السلبية التي سمعتها. لكن، في الوقت نفسه لا بد من الاعتراف بأن كايت كملكة مقبلة كان ينقصها شيء في زفافها، خصوصاً أنه «زفاف القرن» والعالم بأكمله كان يترقب هذا الحدث بعد سنوات طويلة من الغيوم السوداء التي مرت فوق المملكة. إطلالتها تتماشى مع أيامنا هذه من حيث البساطة، لكن كان لا بد من التركيز على إطلالة ملكية بارزة أكثر في الفستان. وأضيف إلى أن تعليقي كشخص عادي يختلف عن نقدي كمصمم، فأنا كشخص عادي أرى الفستان جميلاً وأنيقاً ويليق بكايت الناعمة وهو قريب جداً من أسلوبها. أما كمصمم، فأرى أن الفستان بعيد عن أسلوب ماكوين ولا يشبهه أبداً، لا بل أراه عادياً جداً، فيما اعتدنا على أسلوب ماكوين «المجنون» والأقرب إلى الغرابة. الفستان عادي بالنسبة إلى دار ماكوين».
المصمم جورج شقرا
«برأيي الفستان هو الأمثل للزفاف الملكي. أحببت بشكل خاص الدانتيل والتطريز الذي تم بحرفية عالية وتقنية يدوية دقيقة في Royal School of Needlework التي تهدف إلى الحفاظ على تقنية التطريز اليدوي في القرن الحالي. أعتبر أنّ في ذلك لفتة جميلة وتقديراً للذين عملوا على تحقيق هذا العمل. وقد قيل إن العمل جرى وفق شروط دقيقة إذ كان يتم تغيير الإبر كل ثلاث ساعات حفاظاً على فاعليتها وعلى نظافة القطعة. وكان العاملون يغسلون أيديهم كل ثلاث دقائق. هذا العمل اليدوي الرفيع المستوى الذي يتطلب الكثير من الصبر والعلم والمعرفة هو بالفعل ما يكون عليه عمل الهوت كوتور بالمعنى الصحيح... الفستان رائع وهو الأمثل لمناسبة من هذا النوع ويمكن أن نرى شخصية كايت من خلاله وهذا هو الأهم».
المصمم ربيع كيروز
«بكل صراحة، بعدما عرفت أن الفستان من تصميم دار ماكوين، انتظرت إطلالة حديثة الطراز بعيدة عن الكلاسيكية، كما اعتدنا مع المصمم ألكساندر ماكوين. لذلك، فوجئت ببساطة الفستان وطابعه الكلاسيكي. كان يمكن لأميرة جميلة شابة ككايت أن تذهب إلى أبعد من ذلك وأن تكون أكثر جرأة حتى لا تكون كلاسيكية إلى هذه الدرجة، خصوصاً أنه «زفاف القرن» المنتظر. عندما أرى الفستان أقول إنه يمكن أن يكون في أي حقبة زمنية. بكل صراحة لا يمكن القول إن الفستان ليس جميلاً لكنه ليس حديث الطراز بل هو كلاسيكي. في أي حال، بدت كايت رائعة بالطرحة الناعمة وتسريحتها البسيطة».
المصمم داني أطرش
«فاجأني الفستان، بكل صراحة، ببساطته المفرطة. لم أجد أنه يعبّر عن فرح ملكي في زفاف من هذا النوع. صحيح أن كايت تتميز بالبساطة والأناقة، لكن كان يمكن أخذ هذه المعايير بعين الاعتبار في فستان أكثر تمايزاً. الفستان كلاسيكي جداً وليس جديداً بالأسلوب والموديل. بصراحة، توقعت أكثر من ذلك».