الدرس الثالث: إجماعُ الصَّحابةِ وإجماعُ المُجتهدين (مشاهدة مباشرة)

مقدّمات في أصول الفقه.
الدرس الثالث: إجماعُ الصَّحابةِ وإجماعُ المُجتهدين
الدّورة الدّراسية: مقدّمات في أصول الفقه.
تاريخ الدرس: 4-3-2011
للشيخ الأستاذ احمد بدران.

الدرس الثالث: إجماعُ الصَّحابةِ وإجماعُ المُجتهدين (مشاهدة مباشرة) Pa300069s

ملخص الدَّرس:

ذكرنا في الدَّرس السّابق:

•الإسلامُ كلّهُ من اللهِ عزَّ وجلّ. فالقرآن: كلماته ومعانيه من اللهِ عزَّ وجلّ حتى رسمه. السُّنة: ما وردَ عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ هي أيضاً وحيٌ من اللهِ عزَّ وجلّ بالمعنى وقد صاغها النّبي الكريم بكلماته.

•القرآن والسُّنة مصدران يتضمّنان (كلاهما) فروض ومندوبات ومباحات ومكروهات ومحرَّمات.

•فمن معاني السُّنة: معنى يستعمله الفقهاء بقولهم أنّ السّنة ما يُثاب فاعلُه ولا يُعاقبُ تاركه أي المندوب. ومعنى آخر يستعمله علماء الأصول فيعرّفون السُّنّة على أنَّها مصدراً للتشريع وهي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي ما ورد عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير وهي كلها وحي من الله عزّ وجلّ.

الإجماع:

•لا يوجد لدى المسلمين إمكانية اجتماع مجموعة من العلماء تستطيع أن تقرّر حكما شرعيا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم هم وبمعزلٍ عن الكتابِ والسُّنّةِ. لأنَّ الله هو المشّرع الوحيد.

•إجماعُ الصَّحابة هو إجماعٌ يكشفُ عن دليل. أي أمرٌ أخبرنا به الصَّحابةِ بفعلهم ولم يخبروا له دليلاً. فهل يمكن للصحابة أن يأتوا بحكم شرعي من عقولهم؟ الجواب: كلا. فهم يعلمون من دين الله عزَّ وجلّ أنَّ هذا هو الحكم فأنبئونا بالفعل ولم يعلِمونا بالدليل. وهو الإجماع الوحيد الذي يعتبر دليلاً شرعياً ولا خلافَ فيه.

•أما إجماع مجتهدي الأمة فيقول عبد الله يوسف الجديع: "الإجماع اصطلاحاً هو اتفاقُ مجتهدي أمّةِ محمد صلى الله عليهِ وسلم بعد وفاته في عصرٍ من العصور على حكم شرعي. هكذا يعرّف الأصوليون الإجماع. وهي صورةٌ خيالية لا وجودَ لها. فليس هناك أمرٌ واحد يصحُّ أن يُدعى أن اجتمعت في مثله قيود هذا التعريف. فاتفاق المجتهدين يحتاج إلى ضابطٍ صحيحٍ للمجتهد. وقد اختلفوا فيه. والاتفاق يحتاج إلى الإحاطة بأنَّ ذلكَ الحكم قد نطق به أو أقرّه كل منهم بأمارة صريحة على الموافقة مع انتفاء الموانع فلا يكون مكرهاً مثلاً. وهذا أمر يستحيل أن يدرك في المجتهدين كما تستحيل الإحاطة بآراء جميعهم على هذا الوصف مع اتساع بلاد الإسلام و تفرقهم فيها. فالواقع يُحيل وقوع ذلك وتاريخُ هذه الأمة معلوم؛ فإنها بعد الرسول صلى الله عليه وسلم والصدر الأول قد تفرقت حتى بلغت حدّ استحالة جمعها على ما اختلف فيه من الكتاب وهو نص قطعي. فكيف يتصور إمكانُ جمعها على أمر لا نص فيه ليكون حكما شرعيا للأمة. قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ما يدعي الرجل فيه الإجماع هذا الكذب. لعلّ الناس اختلفوا".

لتحميل هذا الفيديو
إضغط هنا
لمشاهدة ماتبقى من الدروس
إضغط هنا

» الدرس الثاني: مصادر التّشريع أربعة (مشاهدة مباشرة)
» الدرس الأول: لمن الحكم على الأفعال والأشياء؟ العقل أم الشّرع؟ (مشاهدة مباشرة)
» الدرس الخامس: عقبات للزّواج ومعالجات ممكنة لمن لا يجدُ نكاحاً. (فيديو مشاهدة مباشرة)
» مسلسل الفخ (مشاهدة مباشرة)
» لواد سيد الشغال مشاهدة مباشرة