من نحن: موقع السلام 48 لكل العرب ، هو موقع ومنتدى اخباري ، ترفيهي معلوماتي، الموقع الاول لقرية جت المثلث التي تقع في محافظة حيفا الإسرائيلية(قعر جبال نابلس) الذي يعرض ونقل لكم الاخبار بشكل آخر ويعرض لكم اهم واجدد الاحداث المحلية والعالمية والإخبارية والترفيهية والثقافية ويعرض لكم اجدد الافلام والمسلسلات والاغاني العربية وغيرها واسس هذا الموقع عام 2009 وقد حرص موقع السلام 48 طوال مسيرته إلى تقريب المسافات بين البلدان العربية وذلك بإجتماعهم في موقع لتبادل المعلومات العام والعالمية والمحلية. ويشارك في منتدى السلام 48 اكثر من 6000 عضو. ترقــــــــــبوا قريباً موقع السلام 48 على النطاق الجديد
حُلم "عرب وطرزان" يتحقق في Gaza Wood لا يمشي كلا من التوأم المميز "عرب و طرزان" فى شوارع غزة وحواريها، إلا وأثارا زوبعة من دهشة وابتسامات، والكثير من الشك في كونهما فلسطينيين .. ومن غزة أيضاً ! ليست ملامحهما وطولهما المتطابق وحده ما يلفت النظر إليهما فحسب، فأسلوبهما المختلف في الشكل واختيار الملابس، هو ما يجعل منهما مُمثّلَين سينمائييّن بجدارة.
أحمد و محمد أبو ناصر، المعروفين بـ عرب و طرزان، أكملا عامهما الثاني والعشرين هذا الشهر، ويوشكا أن ينهيا دراستهما الجامعية للفن التشكيلي والتصوير، غير أن أكتوبر هذا العام، كان الأجمل في ربيع عمرهما، بعد أن تحقق حلمهما في أن يصبحا نجمين سينمائيين لأفيشات أفلام عالمية، ولكن .. بدم غزيّ .
غزّة وود ! على غرار اسم عاصمة السينما الأمريكية هوليوود، استعار عرب وطرزان (wood) لتكون عالمها السينمائي الصغير الخاص بهما، بعد أن حوّلا سطح منزلهما إلى مرسم ومتحف لجمع كلّ ما هو قديم، من ملابس وآلات كهربائية من طراز السبعينات والثمانينات، ليصير السطح فيما بعد موقع تصوير واستديو لأفيشات أفلام مشروع (Gaza Wood)، الذي حاز على الجائزة الأولى في مسابقة الفنان الشاب لعام 2010، التابعة لبرنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، والتي تُعقد كل عامين للفلسطينيين في جميع المنافي والشتات والوطن، حيث تعتبر أهم جائزة فلسطينية فنيّة .
فكرة المشروع، بدأت بميول عرب وطرزان للسينما منذ نشأتهما، ومتابعتهم الدائمة للحركة السينمائية وتاريخها، إضافة إلى عملهما في المسرح والدراما وهو ما أتاح لهما رؤية أكثر كثافة وأناقة للصورة.
لكنهما لم يكتفيا بمجرد الحُلم فقط، فمرورهما اليوميّ عن دور السينما المهجورة في قطاع غزة، جعلهما يفكرون بذلك الزمن الجميل من الأسود والأبيض، بواقعهما الخاص ليصمّما إعلانات أفلام دعائية ، تبدو أفيشات و عناوين لسينما عالمية، غير أنّ أسماء تلك الأفلام، كانت مفاجأة التوأم وفكرته الرئيسية لصياغة واقع غزة و تاريخها ، بأسلوبهما الخاص. حيث حملت ( أفيشات ) تلك الأفلام الوهميّة، أسماء لعمليات عسكرية إسرائيلية، عاشها عرب و طرزان في غزة ، بكلّ تفاصيلها و حكاياتها الموجعة .
الرصاص المصبوب، قوس قزح، السور الواقي، صيد الأغبياء هي أسماء بعض العمليات الإسرائيلية العسكرية في قطاع غزة، والتي يراها التوأم كانت بأسماء أفلام سينمائية مثيرة، حيث يحاول الجيش الاسرائيلي ابتداعها بما يتناسب مع طريقته العسكرية في القتل والتدمير، فانتهاء العمليات الإسرائيلية تلك لا يعني أبدا انتهاءها من تاريخ غزة.
لكنّ التوأم عرب وطرازان، جعلا منها أسماء لأفلام وهميّة على إعلانات السينما، للتعبير عن ذاكرة المكان و هويتّه، و توليف الوجع فنّا وحلما ... و سينما ! لكن الأمر لم يقتصر على نبش تلك الذاكرة فقط ، فمشروع (Gaza Wood) عالجَ أيضا ً الواقع السياسيّ الفلسطيني بجراءة و كثافة فنيّة عالية، عبر فيلم قصير صامت من سبعة دقائق، يمثّلُ فيه الأخوين الانقسام السياسي بين الفيصلين الكبيريَن، حيث اعتمد التوأم على ملامحهما المتشابهة لتمثيل الفكرة بدقة متناهية.
يبدأ الفيلم بكل من شخصين عسكريين يحملان الأسلحة ويبحثان عن بعضهما فى طوابق مبني قديم و مدمّر، و لهما نيّة القتل وإنهاء حياة الآخر، إلى أن يلتقيان على سطح المبني فى مواجهة بعضهما البعض و يصوّبا نحوهما بندقيته على صدرِ الآخر، إلى أن تكتشفهما طائرة إسرائيلية في السماء، و تستعدّ لقصفهما عاريين من أية ّ حماية، أمام القذائف التي يتمزقانِ بها في نهاية الفيلم.ذ
يؤكد عرب وطرازان على أنّ المبنى الذي كان موقعا لتصوير الفيلم، يواجه طرادات البحر الإسرائيلية، وهو مكان بالفعل مقصوف سابقا، و معرّضا لخطر القصف الدائم، فكان اكتمال التصوير فيه مجازفة حقيقية.
ومن المعروف أنّ مؤسسة القطان، أنشأها المليونير و رجل الأعمال الفلسطيني اليافوي عبد المحسن القطان، لتكونَ صرح ثقافي وعلمي فلسطيني مهم.
أمّا فرح التوأم عرب و طرازان بعد إعلان الجائزة قبل أيام، و بثّ الحفل الختامي بالفيديو كونفرانس من مسرح القصبة في رام الله الى غزة، فيكاد لا يوصف، بعد أن تعانق الأخوين التوأم بينَ جموع المحتفلين بهما، ليكتمل الحُلم فيهما، و يكملا مسيرتهما لدراسة الإخراج السينمائي في الخارج، و يعودا بسينما وأفلام فلسطينية.
وأبدى المخرج الفلسطيني خليل المزين والذي أشرف على عمل التوأم وفیلمهم وتابع تفاصيله، اعجابه به، وقال : أن التوأم لديهم امتلاك لأدواتهم الفنية بشكل جميل ولديهم طموح، وأشار إلى أن الفن التشكيلي سيساعدهم على أن يكونوا سينمائيين أفضل، لأن التشكيل يساعد على أن يمتلكوا صورة أفضل.
ورغم جمال التجربة التي قدمها التوأم إلا أن المزين يقول: إذا ما دخل شباب جدد فنانيين وموهوبين إلى هذا العمل فننصحهم بأن يمتلكوا أدوات السينما أكثر، وتبقى الرؤية الفنية ناقصة إذا لم يمتلك الشخص أدواته، وذلك يحتاج إلى دراسة لأن السينما صناعة ثم فن.
ويضيف: السينما علم، وبالتالي بدل أن يجرب التوأم خمس أو ست سنوات مع الممثلين ويقعوا في الخطأ، فالأفضل أن يدرسوا هذا العلم لينطلقوا بسرعة وبالتالي سيكون لديهم أرضية خصبة، لأنه لا يعقل أن يتعامل المخرج مع المصور أو فني الإضاءة وهو جاهل بهذا العلم.
ويقيم المزين حالة الإنتاج الوثائقي بغزة فيقول بأن كثرة الأحداث بغزة دفعت المنتجين الوكالات للقدوم لكونها أرضا خصبة مما تسبب بمشكلة ألا وهي الخلط ما بين القصة والأخبار والفيلم الوثائقي والروائي وذلك لكثرة شركات الإنتاج، وبالتالي فإن الجميع يريد أن يكون مخرجا وبحاجة لإنتاج أفلام، وهنا تختلط الأمور.
وتمنى المزين أن يدرس التوأم السينما بالخارج لأنهما منسجمين إلى حد بعيد وأن لا تكون نهايتهم كنهاية تجربة الأخوين بدر وإبراهيم لاما الذين كان لهم تجربة في السينما الفلسطينية، فهما أول من أسسوا السينما الفلسطينية.
وقدم نصيحته للتوأم قائلا: أتمنى أن يبتعدوا عن الغرور لأنه يقتل صاحبه خاصة إذا ازدادت أعمالهم الفنية وازداد إعجاب الناس بها.
وطالب المزين أن يكون هناك مؤسسات وحكومة وجهات راعية تؤسس وتدعم السينما، وإلى أكاديميات تخلق جيلا سينمائيا، وأضاف: هؤلاء الشباب يمكن أن يكونوا عناوين للسينما الفلسطينية مستقبلا.