alslam48 طاقم الاشراف والرقابة العامة
الجنسية : - فلسطين Palestine
- عرب 48 (إسرائيل)
عدد المساهمات : 6625
بطاقة الشخصية الرمان: (100/100)
| موضوع: والعصر ... إن الإنسان لفي خسر ...(كتيـــ الدعاة الاسلامية ــبة) 12/25/2010, 9:52 pm | |
| وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)
صدق الله العظيم
تخلص السورة جميع المعارف القرآنية وتجمع شتات مقاصد القرآن في أوجز بيان...
وهي تحتمل المكية والمدنية لكنها أشبه بالمكية.
قوله تعالى: وَالْعَصْرِ(1)
إقسام بالعصر والأنسب لما تتضمنه الآيتان التاليتان من شمول الخسران للعالم الإنساني
إلا لمن اتبع الحق وصبر عليه وهم المؤمنون الصالحون عملا..
و قيل: المراد به وقت العصر وهو الطرف الأخير من النهار ....
لما فيه من الدلالة على التدبير الربوبي بإدبار النهار وإقبال الليل وذهاب سلطان الشمس،
قوله تعالى: إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)
المراد بالإنسان جنسه، والخسر والخسران والخسار والخسارة نقص رأس المال
قال الراغب: وينسب ذلك إلى الإنسان فيقال: خسر فلان وإلى الفعل فيقال: خسرت تجارته، انتهى.
و التنكير في «خسر» للتعظيم ويحتمل التنويع أي في نوع من الخسر غير الخسارات المالية والجاهية
قال تعالى: «الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين»
قوله تعالى: إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
استثناء من جنس الإنسان الواقع في الخسر...
والمستثنون هم الأفراد المتلبسون بالإيمان والأعمال الصالحة فهم آمنون من الخسر.
و ذلك أن كتاب الله يبين أن للإنسان حياة خالدة مؤبدة لا تنقطع بالموت وإنما الموت انتقال من دار إلى دار
كما تقدم في تفسير قوله تعالى:
«على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون»
ويبين أن شطرا من هذه الحياة وهي الحياة الدنيا حياة امتحانية تتعين بها صفة الشطر الأخير
الذي هو الحياة الآخرة المؤبدة من سعادة أوشقاء
قال تعالى: «و ما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع» وقال: «كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة».
و يتبين بذلك كله أن الحياة رأس مال للإنسان يكسب به ما يعيش به في حياته الآخرة
فإن اتبع الحق في العقد والعمل فقد ربحت تجارته وبورك في مكسبه وأمن الشر في مستقبله....
وإن اتبع الباطل وأعرض عن الإيمان والعمل الصالح فقد خسرت تجارته وحرم الخير في عقباه
وهو قوله تعالى:
«إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات».
و المراد بالإيمان الإيمان بالله ومن الإيمان بالله الإيمان بجميع رسله والإيمان باليوم الآخر
فقد نص تعالى فيمن لم يؤمن ببعض رسله أو باليوم الآخر إنه غير مؤمن بالله.
و ظاهر قوله: «و عملوا الصالحات»
التلبس بجميع الأعمال الصالحة....
فلا يشمل الاستثناء الفساق بترك بعض الصالحات من المؤمنين
ولازمه أن يكون الخسر أعم من الخسر في جميع جهات حياته كما في الكافر المعاند للحق المخلد في العذاب...
والخسر في بعض جهات حياته كالمؤمن الفاسق الذي لا يخلد في النار وينقطع عنه العذاب بشفاعة ونحوها.
قوله تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)
ثم التواصي بالحق من العمل الصالح فذكره بعد العمل الصالح من قبيل ذكر الخاص بعد العام اهتماما بأمره
كما أن التواصي بالصبر من التواصي بالحق وذكره بعده من ذكر الخاص بعد العام اهتماما بأمره.
ويؤكد تكرار ذكر التواصي حيث قال : «و تواصوا بالصبر»
ولم يقل: وتواصوا بالحق والصبر. كتيــــ الدعاة الاسلامية ــــبة
| |
|