| الاستهلاك في رمضان ما بين الركود الاقتصادي وارتفاع اسعار المنتجات :: آخر الاخبار - Alslam48 مع اقتراب شهر رمضان يزيد الاقبال على الاسواق، ويصاحب ذلك استهلاك اكثر لمختلف المنتجات والبضائع التي يزداد الطلب عليها، ورغم حملات تحطيم الاسعار، الا اننا نلاحظ ارتفاع في اسعار بعض المنتجات الامر الذي يزيد الاعباء المالية والمصاريف على رب الاسرة. وتتنافس مختلف الشركات والمحلات التجارية فيما بينها على الترويج والتسويق لمنتجاتها... ويتسابق الناس على الشراء والاقتناء، وكثيرا ما نجد بقايا الطعام والمنتجات |
في سلة النفايات، بحيث نلاحظ الاسراف والبذخ وعدم ترشيد الاستهلاك، وبالمقابل هناك شرائح واسعة من المجتمع تعاني الفقر وتعجز عن توفير المستلزمات الاساسية في شهر رمضان، وتنتظر بفارغ الصبر عطف وتبرعات اهل الخير.
وعلى ما يبدو، فان تزامن مختلف المناسبات، من اعراس، ومناسبات اجتماعية، عطلة صيفية، رحلات، مخيمات، وتحضيرات للسنة الدراسية مع الشهر الفضيل والعيد، دفعت الكثير من العائلات العدول عن ظاهرة التسوق، لأن العائلات باتت عاجزة عن تلبية كافة الاحتياجات والمستلزمات التي بحاجة لمبالغ طائلة، فالركود الاقتصادي الذي يعصف بنا، اثر على السوق وهناك ركود في الحركة التجارية وحركة التسوق، ميزانية العائلة باتت لا تحتمل، فقد تم تجاوز اطار الميزانيات المحددة، والبنوك باتت تتضجر من كثرة طلبات زبائهنا للقروض المؤقتة .
خلال زيارتنا الميدانية لاعداد هذا التقرير لاحظنا ان مختلف الاسواق شبه مشلولة من الزائرين، الا ان المعنويات عالية لدى الناس للعيش في اجواء رمضان المقبل، رغم شح الامكانيات وقلة الموارد المالية.
الاوضاع الاقتصادية صعبة
تقول روز مصري من قرية عارة :" بالتأكيد الاوضاع الاقتصادية التي نعيشها صعبة للغاية، وما بالك اننا نتحدث عن موسم صعب للغاية على الجميع، كافة المناسبات حلت في نفس الفترة زد على ذلك فان ارتفاع الاسعار لمختلف المنتجات والسلع، كل شيء ارتفع وتضاعف ثمنه مما زاد الصعوبة على الناس". وتابعت روز:" يجب على الناس ان يفكروا جليا كيف يمكنهم ان يعيشوا اجواء شهر رمضان، في اقل مصروفات والامتناع عن التبذير. من هنا يجب علينا التخلص من العادات الاستهلاكية التي نتبعها في هذا الشهر الفضيل حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في استنزاف موارد الاسرة، فتلجأ الى الاقتراض والى وسائل اخرى قد تكون محرمة حتى تسد النقص في احدى مواردها، والاهم من كل ذلك علينا ان نعيش هذا الشهر الفضيل ليس من اجل الاكل والشرب والملبس بل الطاعات وان نعيش الاجواء الروحانية اكثر من المادية".
انعدام ادارة الشؤون المالية
من جانبها، قالت ميسون اغبارية من مدينة ام الفحم:" مهما كانت الصعاب والمشقة على الناس فان عيش اجواء رمضان المميزة والخاصة عادة ما تكون متكاملة وواسعة، فبالرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة فان العائلة العربية المسلمة تعمل جاهدة لعيش هذا الشهرالفضيل بافضل صورة في عيش اجواء رمضان ان كان من خلال تحضير المائدة المميزة والمأكولات الخاصة ولم الشمل لجميع افراد العائلة. القضية ليست ارتفاع الاسعار او كثرة المناسبات، المشكلة هي انعدام ادارة الشؤون المالية داخل العائلة العربية، فهناك مشكلة عدم الادارة السليمة من قبل الزوجين لكيفية ادارة شؤون البيت خصوصا المالية".
الخبز والخضار والفواكة
انور كناعنة صاحبة ملحمة في قرية كفرقرع يقول :"ما من شك ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها اثرت وتؤثر على عدد الزبائن وعلى حجم المشتريات التي يقومون بشرائها، ليس فقط اللحمة وانما الخبز والخضار والفواكة وحتى مياة الشرب". وتابع انور:" في الايام الاخيرة ارتفعت اسعار لحمة العجل الى حوالي 30%، وذلك على اثر فتح المعابر في قطاع غزة وازدياد الطلب على لحمة العجل، وهذا بالتاكيد يؤثر على اصحاب الملاحم، وايضا على المستهلك نحن لا نتحدث على شيكل هنا وهناك وانما نتحدث عن ارتفاع يصل الى حوالي 30% وهذا ليس بالشيء البسيط، من هنا نحن ندرك ونشعر بان عدد الزبائن يقل من يوم الى اخر، وايضا فان الزبون الذي كان يشتري خمسة كيلوغرام، يشتري حاليا على الاغلب 2 كيلوغرام، ولا اريد ان اتحدث عن الزبون الذي كان يشتري فقط كيلوغرام واحد" .
الحركة التجارية شبه مشلولة
محمد جبارين من قرية مشيرفة يقول:" الله يكون بعون العامل البسيط وهو المعيل الوحيد في البيت، ويله الاعراس وترفيه اطفاله في العطلة الصيفية وشهر رمضان والعيد وافتتاح السنة الدراسية، من اين يجلب المال في سبيل سد حاجياته في هذه المناسبات التي تحتاج الى اموال كثيرة". وتابع جبارين:" هذه هي الحقيقة المرة التي نعيشها في ظل استمرار ارتفاع الاسعار والمواد الغذائية وتعداد المناسبات من هنا نحن نقول رسالة واحدة وقوية لكل الناس ، "على قد فراشك مد رجليك " علينا ان نصرف بحكمة".
اتساع الفقر بين الناس
وقال نور الدين كبها صاحب محلات النور في سوق برطعة الشعبي :"الاوضاع صعبة على الجميع، علينا كاصحاب المحلات وعلى الزبائن، ورغم اقتراب شهر رمضان الحركة التجارية لم تتغير وتعيش في ركود وهذا هو حال كافة الاسواق في الوسط العربي، فالازمة الاقتصادية تتعمق وتكثر المناسبات والعائلات لا تعرف من أين تأتي بالاموال للشراء وتلبية لكافة الاحتياجات، خصوصا في ظل البطالة واتساع الفقر بين الناس". وتابع نور:" انا لا اريد ان ابكي، نبيع بخسارة فالزبون الذي كان يشتري بـ 200 شيكل، اذا دخل المحل لا يشتري باكثر من 50 شيكل.