من نحن: موقع السلام 48 لكل العرب ، هو موقع ومنتدى اخباري ، ترفيهي معلوماتي، الموقع الاول لقرية جت المثلث التي تقع في محافظة حيفا الإسرائيلية(قعر جبال نابلس) الذي يعرض ونقل لكم الاخبار بشكل آخر ويعرض لكم اهم واجدد الاحداث المحلية والعالمية والإخبارية والترفيهية والثقافية ويعرض لكم اجدد الافلام والمسلسلات والاغاني العربية وغيرها واسس هذا الموقع عام 2009 وقد حرص موقع السلام 48 طوال مسيرته إلى تقريب المسافات بين البلدان العربية وذلك بإجتماعهم في موقع لتبادل المعلومات العام والعالمية والمحلية. ويشارك في منتدى السلام 48 اكثر من 6000 عضو. ترقــــــــــبوا قريباً موقع السلام 48 على النطاق الجديد
التاريخ: الجمعة 6-8-2010 الموافق 25 شعبان 1431 هـ. خطبة الجمعة في مسجد البيان، جت المثلث. الموضوع: رمضان فرصة للتّغير للشيخ الأستاذ احمد بدران. لإستماع الخطبة مباشر إضغط هنا الخطبة الأولى: إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُهُ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ سيدنا محمداً عبده ورسوله. أوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله العظيم وطاعته، وأحذّركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره أو نهيه، لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (الجاثية:15). الإسلام دين شامل أما بعد، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلّ يقولُ في كتابهِ العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183). اللهُ عزَّ وجلّ أرادَ الإسلامَ ديناً شاملاً يُنظِّمُ جميعَ أعمالِ الإنسانِ وجميعَ علاقاتهِ، فما كانَ منها بينهُ وبينَ اللهِ عزَّ وجلّ نظمتهُ العقيدةُ والعباداتُ. وما كانَ منها بينهُ وبينَ نفسهِ نظّمتها أحكامُ الأخلاقِ والمطعوماتِ والملبوساتِ. وما كانَ بينهُ وبينَ سائرِ البشرِ نظّمتهُ سائر أحكامُ الإسلامِ من معاملاتٍ وعقوباتٍ وحُكمٍ وغيرِها. بهذا الإسلامِ الشّاملِ عزَّ المسلمونَ، ثمّ انحسرَ مفهومُ هذا الإسلام عندَ كثيرٍ من أبناءِ الأمَّةِ إلى انحصارهِ في العباداتِ المحضةِ من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحج وعمرةٍ وما إلى ذلك. فظنّوا أنَّ هذا هو الإسلام. وهذا جزءٌ منَ الإسلام وليسَ الإسلام. وتكفي نظرةٌ عاجلةٌ إلى ما قبلَ آياتِ الصَّومِ في سورةِ البقرة للتدليل على هذا. اللهُ عزَّ وجلّ يقول:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (البقرة:177). هؤلاء هم المتَّقون. الذينَ يُعينُ الصَّوم على تحصيلِ مرتبتهِم. ثمَّ: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:179). القصاص! ثمَّ: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة:180). ثم آياتُ الصِّيام ثم مباشرةً بعدها: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:188) ثم مباشرةً بعدها: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة:190). واضح من الآيات لا تحتاج إلى عبقري من العباقرة ليستنتج أنَّ هذهِ الأحكام تشملُ تقريباً جميعَ جوانبِ حياةِ الإنسانِ المسلم من وصيّة إلى كل أعمال البر وصفات الأبرار إلى القصاص الذي هو عقوبة القتل وأكل الأموال بالباطل... فالإسلام نظام شامل. وهذهِ الأمَّةُ لا تعِزُّ إلا إذا رجعت إلى فهمِ الإسلام كما أراد الله ثمَّ التزمت بهِ كما أرادَ اللهُ تعالى في كافّةِ جوانبِ حياتها. هذه الملاحظة الأولى. كيف تنال التقوى؟ الملاحظة الثانية: إنَّ اللهَ عزَّ وجلّ جعل الصِّيامَ طريقاً لتحصيلِ التَّقوى. والمتَّقون تعرفونَ مصيرَهم عندَ اللهِ عزَّ وجلّ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} (القمر:54-55). {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} (الطور:17). {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (الحجر:45). المتَّقون هم أولياء الله عزَّ وجلّ الذينَ يدخلونَ الجنَّة. هؤلاء المتَّقون يُعينُ الصِّيامُ أحدَنا عوناً شبهَ كاملٍ على تحصيلِ مرتبتهم. هذا إذا أحسنَّا فهمَ الصِّيامِ وأحسنَّا الالتزامَ بأحكامهِ. أنظر أخي ماذا يقولُ الإمامُ ابن كثير في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183): "يَقُول تَعَالَى مُخَاطِبًا لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَآمِرًا لَهُمْ بِالصِّيَامِ وَهُوَ الْإِمْسَاك عَنْ الطَّعَام وَالشَّرَاب وَالْوِقَاع [الجماع] بِنِيَّةٍ خَالِصَة لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا فِيهِ مِنْ زَكَاة النُّفُوس وَطَهَارَتهَا وَتَنْقِيَتهَا مِنْ الْأَخْلَاط الرَّدِيئَة وَالْأَخْلَاق الرَّذِيلَة". ما من مؤمن إن شاء الله إلا وهو ساعٍ إلى إرضاءِ اللهِ عزَّ وجلّ. ما منّا من أحد إلا وهوَ يُعاتبُ نفسهُ - ربما - ليلَ نهار: هذه الصِّفةُ السَّلبيّةُ عندي لماذا لا أستطيعُ تركَها؟! بعضنا يغتاب ويتمنّى على الله وعلى نفسهِ بعدَ ذلك أنْ يتخلَّصَ منَ الغيبة. بعضنا يُدخِّن ويتمنّى أن يتخلَّصَ من التَّدخين. بعضنا مُقصِّرٌ في طاعةِ الله عزّ وجلّ: يسمع بقيام الليل لكنّه لا يؤدِّيها. يتمنّى أنْ يصلي قيامَ الليل. فهما محوران: سعي العبد إلى زيادةِ طاعتهِ للهِ عزَّ وجلّ وسعيه لترك المعاصي كلّها. الأمر الذي إذا تحقق يجعلكَ من المتَّقين. لماذا؟ لأنّ التَّقوى هيَ أن يجعلَ العبدُ بينهُ وبينَ عذابِ اللهِ وقاية باتّباعِ أوامرِ الله واجتنابِ نواهيهِ، وبالإيمان بعقيدةِ الإسلام. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} (الكهف:107). لذلكَ فاللهُ عزَّ وجلّ حينَ أمر بالصِّيام... خاطبَ الذينَ آمنوا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ... } (البقرة:183). بقي أن نؤديَّ الصِّيام حتى يكون لنا عوناً على الوصولِ إلى التّقوى وقد نصلُ إلى التّقوى وقد لا نصل. وربما يسأل منا سائل: لماذا يُعينُ الصَّومُ على التَّقوى؟ إنَّ الصَّوم عبادة من أجلِّ العبادات على الإطلاق. وقد جاء فيما صحَّ من الحديث: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)). وبحثَ العلماءُ كثيراً في أمر اختصاصِ الصِّيام باللهِ تعالى. يقولون في الصلاة: لمن يُصلِّي النّاس؟ يصلّون للهِ عزَّ وجل. ولمن يحُجّون؟ يحجّون لله. لماذا قال الله تعالى: إلا الصِّيام فإنه لي وأنا أجزي به؟ قالوا: الصِّيام هوَ العبادةُ الوحيدةُ التي لا يطّلعُ عليها إلا الله، فالصلاة أفعال وأقوال يراها النَّاس، فيمكن أن نرائيَ فيها. الحج طوافٌ وسعيٌ ورجمٌ، أعمال يراها النَّاس حينَ نؤدِّيها. الصّوم لا يرانا النَّاس حينَ نؤدّيه. ليسَ هناك فعل اسمهُ الصِّيام. هناك ترك اسمه الصِّيام، والتَّرك لا يُرى. أي إذا جلس إنسان منا بينَ النَّاس فإنهم لا يعرفون إن كان صائما أم غير صائم. من المطلعُ على خفايا النَّفس وعلى كونكَ صائما؟ الله عزّ وجل. لذلك يقول العلماء: ليس في فعلِ الصَّوم رياء وإنَّما في الكلامِ عنهُ يمكن أن يكون رياء. كأن يصوم احدنا ثم يقول: لقد صمت بالأمس فتعبت. أما الفعل ذاته فليس هناك إمكانٌ للرياء فيه. هذا وجه اختصاص. وربما لأنَّ الله عزَّ وجلّ ضاعفَ ثواب الحسنة من عشر حسنات إلى سبعين إلى سبع مئة ضعف، إلا الصِّيام فأجرهُ لا يعلمُ قدرهُ إلا الله عزَّ وجلّ. فمن عظمة الصِّيام انه تكفَّر به السَّيئات إضافة إلى الثواب الجزيل. أما محور حديثنا اليوم فهو: كيف يمكن أن تنال التَّقوى؟ انظر أخا الإسلام: بالصَّومِ تمتنعُ عن أهمِّ أمرين يحتاجُ الإنسانُ إليهما: الطّعام والشّراب إشباعٌ لحاجاتٍ عضويّةٍ عند الإنسان، وإذا امتنعَ الإنسانُ عنِ الطّعام وعن الشّراب زمناً أدّى بهِ ذلكَ إلى الموت. وغريزة النّوع وأشدُّ مظاهرها الشّهوةُ الجنسيَّةُ. فيقومُ المسلمُ الصَّائمُ بالامتناعِ الاختياري عنِ الطَّعامِ والشَّرابِ والجماعِ والجنس من طلوعِ الفجر إلى غروبِ الشَّمسِ شهراً كاملاً شهر رمضان. فإذا كانَ الإنسانُ يستطيعُ أن يُجبرَ نفسهُ على تركِ ما أحلَّ اللهُ لهُ في رمضان شهراً كاملاً – أثناء النهار- فلماذا لا يستطيع أنْ يمتنعَ عن ما حرَّمَ الله عزَّ وجلّ. أنظروا مثلاً إلى التَّدخين. جماهير العلماء، بل ربما 99.99% .. من علماء الإسلام يقولون بأنَّ التدخين حرام. إنسانٌ أرادَ أنْ يترك التدخين، أحسن فرصة هي رمضان. لماذا؟ لأنَّكَ امتنعتَ عن المباحات إرضاءً لله. فإذا كنتَ تعتقد أنَّهُ حرام فتركهُ يكونُ عليكَ أسهل في شهر رمضان، هذا من جهة. من جهة ثانية فان أعدى عدوٍ للإنسان على مرّ التَّاريخ كما بيّن القرآن الكريم العادات. ترونَ عبّاد الأصنام حينَ كانوا يُسألون عن عبادتهم لها.. كانوا يقولون: {... إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} (الزخرف:23) أي نفعلُ ما يفعل الآباء. منا من اعتاد عادات سيئة ويريد أن يتخلّصَ منها. رمضان فرصتكَ للتَّغيير. وهذا يحتاج منك إلى أمور: أولاً: يحتاج منكَ إلى قرارٍ بأنَّكَ تُريدُ أن تتغيَّر. يُطرح الآن موضوع صلاة التَّراويح، ويميل الكثير إلى الصّلاة السريعة القصيرة. أحبتي، وهذا يشبه أن يكون تلاعبا بالإسلام. التَّراويح صلاةٌ شُرعت في ليالي رمضان حتى يقفَ الإنسانُ بينَ يدي ربّهِ عزّ وجلّ وقوفا طويلا. والحقيقة أنّ الاختلاف في عدد الركعات عندَ العلماء يشبه أن يكون أمرا فنيّا لكيفية تقسيم وقوفكَ بينَ يديّ الله. فإذا ما وقفَ المسلم لأداء ركعتين -على منهجِ الصَّحابةِ- من صلاةِ العشاء ينتهي بهما قرب طلوع الفجر فإن هذا الأمر يكون شاقا عليه، فإن جعلها ثماني ركعات سهلت عليه، وأيسر من ذلك أن يجعلها 20 ركعة... الصَّحابةُ الكرام كانَ منهجهم إطالة التراويح . ثمَّ عجباً لابن آدم: يقفُ أمامَ شاشةٍ التلفزيون ساعتين أو أكثر ولا يملّ، ثم يقفُ بين يدي ربه عزّ وجل يناجيه: يرجوهُ أن يدخلهُ الجنّة وأن يغفرَ له ذنوبهُ فيمل ويعجل، يريد أن يعود إلى بيته. إلى أين يا أخي؟ هل أنت حقيقة ممن يؤمنون بالقبر وبعذابِ القبر؟! ممن يؤمنون بالوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ؟! ممّن يؤمنونَ بأنّ وقفة المحشر خمسينَ ألف سنة؟! ممّن يؤمنون بأنَّ الشّمسَ تدنو من رؤوس الخلائق حتى تكون على قدر ميل؟! أتؤمن بالنّار؟! أي إسلام هذا أن تُصلّى التراويح عشرون ركعة في عشرين دقيقة؟! أي صلاة هذه؟! هذه من أعظمِ أنواعِ السَّرقة بنصِ الحديث النَّبوي. سرقة المرء في صلاته ينقرها نقراً. يا إخواننا الصلاةُ وقوفٌ ومناجاة لله عزَّ وجلّ. وصلاة التّراويح الأصل فيها الإطالة. تغييرٌ لمنهجِ صلاتكَ المعتاد. رجاء أن يغفر الله لنا. رمضان فرصةٍ لتغيير منهجِ عيش المسلم. من منهجِ أكْلهِ إلى منهجِ شُربهِ إلى منهجِ صلاتهِ إلى منهجِ صلتهِ للرّحم إلى منهجِ قراءته للقرآن الكريم... بعض الإخوة يحبون أن يدركوا ليلة القدر. أحيانا الله وإياكم إلى ليلة القدر. أما إدراكها فأمر سهل. لا يحتاج لا لقول أبي بن كعب رضي الله عنه ولا لمذهب احد. ليلة القدر ثبت بالدّليل القاطعِ أنَّها ليلةٌ من ليالي رمضان. لقول الله عزّ وجلّ عن القرآن الكريم: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)} (الدخان:1-3). وعن هذه الليلة المباركة قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر:1). وقال في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ...} (البقرة:185) تمّت المعادلة. ليلة القدر إذاً ليلةٌ من ليالي رمضان. من يستطيع أنْ يدرك ليلة القدر؟ كل واحد منا. كيف؟ يعتبر كل ليلة من ليالي رمضان ليلة القدر. يصلّي التّراويح ويدعو ويقرأ القرآن الكريم ويستغفر ويسبّح ويفعل كل الطّاعات الممكنة المتاحة. فإذا ما سار على هذا المنهج كل ليلة حتى يوم العيد فيقف ويقول: أيها النّاس إنني قمت ليلة القدر! أقسم بالله العظيم أنني قمتها. لماذا؟ لأنه قام ثلاثين ليلة أو تسع وعشرين حسب الشّهر. إخواننا نحن بحاجة إلى وقفةٍ صادقةٍ نحاسبُ فيها أنفسنا على ما فرّطنا في جنبِ اللهِ عزَّ وجلّ. على ما قصّرنا في طاعةِ الله. على ما ارتكبنا من معاصي. نندمُ لهذه المعاصي. ونعزِمُ على عدمِ العودِ أبدا ونستغلُّ شهرَ رمضان لتغيير كل عاداتنا. ويمكن أن نستعينَ بغيرنا كي نغير العادات المنتشرة كالتدخين فيتعاهد الأصحاب على تركه.. إنسان اعتاد الكذب لا سمحَ الله أو الغيبة... يقول لك النّبي الكريم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)). بمعنى الصوم ليس مجرد تركٌ للطعام والشراب. لذلك فابن حزم يُفَطّرُ الصائمُ بكلٍ معصية يرتكبها أثناء صومه. وإن كان جماهير العلماء يخالفونه ويرون أن مذهبه غير صحيح، لكن مذهبه ينبّهنا إلى الغاية المرجوة من الصوم. إذ كيف تكون صائماً أيام رمضان لله عزّ وجل ثم تكذب أثناء الصيام؟! تماماً كالّذي يصلي ويسرق أثناء صلاة الجماعة من جيب جاره. كيف يحصل هذا يا أخا الإسلام؟! إذاً إخواننا رمضان فرصةٌ للتّغيير أنت بحاجةٍ إلى قرار جاد تعزمُ فيهِ على مضاعفةِ طاعاتك للهِ عزّ وجلّ وعلى تركِ المحرّمات كلّها. أسأل الله عزّ وجلّ أن يُعينني وإياكم على صيامِ الشَّهر وقيامهِ والتزامِ طاعةِ اللهِ عزّ وجلّ إنّه على ما يشاء قدير. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله. الخطبة الثانية: الحمدُ لله حمد الشّاكرين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد النبي الصادق الأمين وبعد. إخوتنا الكرام عندنا موضوعات متفرقة وددت أن أذكّركم بها: · أعدَّت محطّات التلفزيون برامج شيطانية كلها من شأنها أن تبعدكَ عن التّقوى وأن تفرّغَ أوقاتكَ من العملِ النافع. نصيحتي لله عزّ وجلّ: مقاطعةٌ كاملةٌ للتلفزيون في رمضان إلا الأخبار... لحديث ((من أصبحَ ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)). لا تشاهد أي حلقة... يبدأ الواحد بباب الحارة أول ليلة فيتعلق بها حتى يوم العيد..... الاعتياد كارثة. إحسم الامر من أول يوم. وإلا ضاعَ منكَ رمضان ووقفت يوم العيد نادما تقول: سبَقَنا السّابقون. · برنامجنا في التروايح في هذا المسجد كما كان في السنة السابقة كلها: ختم القرآن في رمضان. جزء كل ليلة إن شاء الله في عشرين ركعة... وليلة القدر لها نظام خاص. · نطالب الإخوةَ بإعانتنا بمشاريع رمضانية ذكرناها في أيامٍ سابقة.. جزاكم الله خيرا. · أما الدروس إخواننا فأول درس يعقد في هذا المسجد إن شاء الله لرمضان سيكون يوم السبت أول سبت في رمضان بعد صلاة العصر إن شاء الله. أسأل الله عزّ وجلّ أن يعينني وإياكم على التزام شرعه وعلى أن نجتهد في هذا الشَّهر الكريم حتى نصلَ إلى رضوان الله عزّ وجلّ. إنّ الله وملائكته يُصلُّونَ على النَّبيِّ، يا أيُّها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلُّموا تسليما.... أدعية...