إن حاسة التذوق لدي الآن ليست بمثل جودتها قبل بضعة أشهر. والتغير الكبير الوحيد الذي حدث خلال هذه الفترة في صحتي، هو شروعي في تناول عقار «كابوتن» إضافة إلى دواء مدر للبول، كنت أتناوله لفترة من الزمن للتحكم بضغط الدم العالي لديّ. هل أني أتخيل هذا الأمر، أم أن الدواء الجديد يؤثر على حاسة تذوقي. وإن كان الأمر كذلك حقا، فما الذي ينبغي علي فعله؟
ج: مئات الأدوية الموصوفة طبيا، والأخرى التي تباع من دون وصفة، بمقدورها أن تغير حاسة التذوق.
وفي العادة فإنها تفعل ذلك بتأثيرها على مستقبلات التذوق، وذلك بتغيير الطرق التي تقوم فيها براعم التذوق بإرسال واستقبال النبضات العصبية، أو بتغييرها لكمية المركبات الكيميائية الموجودة في اللعاب.
الأدوية والمذاقمثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitor المسمى «كابتوبريل» captopril (كابوتن) Capoten ، هو واحد من هذه المجموعة.
وفي الواقع فإن استخدام «كابتوبريل» يؤدي إلى ظهور شكاوى أكثر من التغيرات التي تطرأ على المذاق مقارنة بالأدوية الأخرى من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
ولدى بعض الأشخاص فإن «كابتوبريل» يسبب إحساسا يدوم لفترة طويلة بالمرارة أو الملوحة.
ولدى أشخاص آخرين، فإنه يقود إلى الإحساس بأن مذاق الغذاء الحلو، هو ذو طعم مالح. كما يلاحظ بعض الأشخاص انتفاء أي إحساس بالتذوق لديهم.
ورغم أن «كابتوبريل» هو المتهم المشكوك فيه في حالتك هذه، فإن من الممكن أن يسبب الدواء المدر للبول هذه المشكلة، أو أن يساهم فيها.
وذلك لأن الأدوية المدرة للبول تحفز الكليتين على إخراج الماء من الجسم، وبالتالي إلى حدوث الجفاف في الفم.
ويمكن لدواء «أميلورايد» amiloride المدر للبول المحافظ على البوتاسيوم، أن يتسبب في حدوث مرارة دائمة في الفم.
ولحسن الحظ فإن التغيرات في التذوق الناجمة عن تناول الأدوية المدرة للبول المستخدمة على نطاق واسع، مثل hydrochlorothiazide وchlorthalidone، ليست شائعة.
وتضم الأدوية الأخرى لعلاج القلب والأوعية الدموية التي أشارت تقارير إلى أنها تتسبب في تغيير المذاق، أدوية الستاتين statins و«كلوبيدوغريل» (بلافكس) clopidogrel (Plavix)، وأدوية مختلفة من حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، والأدوية المنظمة لإيقاع القلب (انظر القائمة).
أما الأدوية التي لا توجه لعلاج القلب والأوعية الدموية التي لها أعراض جانبية مثل هذه، فإنها تضم المضادات الحيوية، الستيرويدات، مضادات الاكتئاب، الأدوية المعدلة للمزاج والسلوك، وأدوية الغدة الدرقية.
احتمالات أخرىاسمح لي أن أطرح اثنين من الاحتمالات الأخرى. الأول يرتبط بالعمر، فابتداء من عمر 60 سنة يعاني الكثير من الناس من الفقدان المتدرج في التذوق والشم.
ومن الممكن أن يكون تناول «كابتوبريل» قد جاء في وقت مثل هذا، أي أن التغير في المذاق كان سيحصل حتى من دون تناول الدواء.
أما الاحتمال الثاني فإنه يشمل حاسة الشم التي تحدد للإنسان وبشكل كبير، مذاق وطعم الغذاء. فالجزيئات المتطايرة التي تتحرك من الفم نحو ممرات الأنف، تولد أنواعا معقدة من الطعم الخاصة بالشوكولاته، عصارة قطعة لحم الستيك، البيتزا، الموز، النعناع، القهوة، وأنواع أخرى من الأغذية ـ أي كل الأنواع من الطعم، ما عدا الطعم الحلو، الحامض، المرّ، المالح، أي الأحاسيس التي تتولد في براعم التذوق.
والأضرار التي تخلفها بالفيروسات على براعم التذوق، التلوث، والمؤثرات السيئة الأخرى، بمقدورها إضعاف حاسة الشم. والشم، وكذلك التذوق، يمكنه أيضا أن يتأثر بحالات انسداد الأنف والالتهابات الناجمة عن الحساسية، التدخين السلبي، أو المهيجات الأخرى، والتهاب الجيوب الأنفية، أو الزوائد في الأنسجة المخاطية للأنف.
والحالات المرضية مثل السكري وأمراض الكبد، والكلية، ومرضا ألزهايمر، وباركنسون، بمقدورها تدمير الأحاسيس بالتذوق والشم.
ولكن، إن كنت قد لاحظت أن التغير في حاسة التذوق قد ظهر بسبب تناول «كابتوبريل» فإن التحول إلى دواء آخر من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين بجرعة أقل، قد يحل المشكلة.
أما إن كانت المشكلة ناجمة عن جفاف الفم نتيجة تناول الدواء المدر للبول، فحاول أن تتناول الماء بين كل وجبتي غذاء.
وإن لم يقدم تغيير الدواء أي مساعدة لك، فحاول التوجه إلى طبيب متخصص في مشاكل التذوق والشم. ولكن، لا تتوقف عن تناول أدويتك من دون التحادث مع طبيبك.
وكما تعلم فإن ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية، التي بمقدورها أن تغير ومن دون رجعة من كل الحواس، وليس حواس التذوق والشم فقط.