من نحن: موقع السلام 48 لكل العرب ، هو موقع ومنتدى اخباري ، ترفيهي معلوماتي، الموقع الاول لقرية جت المثلث التي تقع في محافظة حيفا الإسرائيلية(قعر جبال نابلس) الذي يعرض ونقل لكم الاخبار بشكل آخر ويعرض لكم اهم واجدد الاحداث المحلية والعالمية والإخبارية والترفيهية والثقافية ويعرض لكم اجدد الافلام والمسلسلات والاغاني العربية وغيرها واسس هذا الموقع عام 2009 وقد حرص موقع السلام 48 طوال مسيرته إلى تقريب المسافات بين البلدان العربية وذلك بإجتماعهم في موقع لتبادل المعلومات العام والعالمية والمحلية. ويشارك في منتدى السلام 48 اكثر من 6000 عضو. ترقــــــــــبوا قريباً موقع السلام 48 على النطاق الجديد
إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُهُ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ سيدنا محمداً عبده ورسوله. أوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله العظيم وطاعته، وأحذّركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره أو نهيه، لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (الجاثية:15).
هذا الحديثِ فيهِ إشارةٌ، إلى أنَّ الإنسانَ المسلم إذا تركَ الحرام وأكلَ الحلال، وتقيَّدَ بشرعِ اللهِ عزَّ وجلّ، أدّى ذلك إلى صلاحِ قلبهِ، والا فانه يفسد. والقلبُ في مصطلحِ الإسلامِ هوَ العقلُ والمشاعر. انظر قول النَّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ في آخرِ الحديثِ: ((...أَلَا إِنَّ فِي هذا الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)). فما علاقةُ الحلالِ والحرامِ بالقلب؟! علاقتُهُ أنَّ ارتكابِ الحرامِ يُفسِدُ قلبهُ، فيكونُ ارتكابُهُ للحرامِ مؤدِّياً إلى كارثتينِ -من جُملةِ كوارث كثيرة-: فسادُه، وفسادُ العقل خطأ أحكامهِ، وعدم اعتباره بآيات اللهِ عزَّ وجلّ في القرآن، وعدم انتفاعه بما يرى في الدُّنيا من عِبَرٍ وأحداث. - لذلك فإنك ترى الكُفَّار لا يعتبرون؟! لماذا؟ لأنَّ قلوبهم فسدت بالكفر ومعصية اللهِ عزَّ وجلّ. فتجد الكُفَّارُ أو بعضُهم يعتبرون قتلَ المسلمينَ من أعظمِ الأعمالِ وأفضلها، ويعتبرونَ الزِّنا مفخرة لا فاحشة، ويعتبرونَ العُري منَ الرُّقيّ، والجلباب والتستر منَ التَّخلُف. ومع هذا فهم أيضا لا يعتبرون ولا يتعظون بما يلاقون من مصائب الدنيا وأحداثها-. ثمَّ معَ هذا تشقى النَّفسُ ويعيشُ الإنسانُ معيشة ضنكا، قال اللهُ عزَّ وجلّ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} (طه:124).
الرِّبا حرام
إخوتنا الكرام، إنَّ منْ أعظمِ المُحرَّمات التي لا يكادُ يخلو منها مسلمٌ اليوم، أكلُ الرِّبا أو إطعامهُ. وأمرُ الرِّبا في الإسلام خطورتُهُ تأتي من أنَّهُ محرَّمٌ معلومٌ من الدِّينِ بالضَّرورة. ويستوي في العلم بحكمه الجاهل والعالِم. كلَّ المسلمين يعلمون بأنَّ الرِّبا حرام. وقد أنزلَ اللهُ تعالى في كتابهِ العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ... (279)} (البقرة:278-279). هل تحتاج هذه الآيات إلى تفسير؟! فالذي لا يترك الرِّبا مُحاربٌ للهِ ورسولِهِ. ودع عنك أنَّكَ تُصلِّي في الصّفِّ الأول أو الثاني أو العاشر.. هذهِ الآيات واضحة. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)} (البقرة:278-281). يقولُ الإمامُ ابنُ كثير في قولهِ تعالى: {...فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...}: "وهذا تهديدٌ شديد ووعيدٌ أكيدٌ لمنِ استمرَّ على تعاطي الرِّبا بعدَ الإنذار. قال ابن جُرَيجْ: قالَ ابنُ عبَّاس: فأذنوا بحرب... أي استيقنوا بحربٍ منَ اللهِ ورسوله".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فمن كانَ مُقيماً على الرِّبا لا ينزعُ عنهُ كانَ حقاً على إمامِ المسلمينَ أن يستتيبَهُ فإنْ نزعَ [أي تركَ] وإلاَّ ضربَ عُنُقَهُ".
وعندَ ابن أبي الدُّنيا والبيهقي من حديثِ أنس قال: ((خطبنا رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فذكرَ الرِّبا وعظَّمَ شَأنهُ فقال: إنَّ الرَّجُلَ يُصِيبُ دِرْهَماً مِنَ الرِّبا أعْظَمُ عِنْدَ اللهِ فِي الخَطِيئَةِ مِن سِتٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَة يَزْنِيها الرَّجُل)).
وإذا سألتَ المسلم اليوم وقلت له يا أخي: أنتَ تعمل في الرِّبا لماذا؟ يبدأ بانتحالِ الأعذار. يقول لكَ: أنا مجبور ماذا أعمل! أنا أعمل في الرِّبا لأنَّني لا أجد غير هذا العمل. وأنتَ يا أخي: لماذا اقترضتَ بالرِّبا؟ فيجيب: والله لا أجد طريقة لأكمل بيت أولادي....إلا بقرضٍ من البنك أو من المُرابي! وما بالك بالّذي يملك حساب توفير في البنك؟ ماذا سيقول هذا ولديه فائض من المال؟!... مثل صندوق الاستكمال وما شاكلها... كل هذا فيه ربا وكله محرَّم.
قاعدة: "الضَّرورات تُبيح المحظورات"
إخواننا الكرام، في أوروبا: المجلس الأوروبي للإفتاء أفتى بأنَّهُ يجوزُ للمسلمِ أنْ يشتريَ بيتاً في أوروبا بقِرضٍ ربويٍّ يأخذهُ من البنك الرَّبوي، واستدلوا على ذلك بدليلين رئيسين، الثاني لن أذكرهُ الآن لأنَّهُ ليس موضعُ بحثنا. الدليل الأول وهو عُمدة الاستدلال، قالوا: لأنَّ هناكَ قاعدة "الضَّروراتُ تُبيحُ المحظورات". وهذهِ صحيحةٌ وغير صحيحة، حسب ضيقِها وسِعتها. إذا كنتم تقصدون: الضَّرورات حسب الشَّريعة فهذا كلامٌ صحيحٌ. وعليه أدلَّة. أما إنْ كنتم تقصدون بالضَّرورات... أن أبني بيتاً بمساحة 500 متر مربع بدلا من مئة فآخذ قرضاً من البنك لأجل هذا، فهذه ليست ضرورة شرعية يا أخي، هذه ضرورةٌ عقليةٌ. إن أردت شراء سيارة آخر موديل، فهذه ليست ضرورة في الإسلام... استدلّوا بالضَّرورات تبيح المحظورات.
استمعوا إخواننا من أين جاءت قاعدة الضَّرورات تُبيح المحظورات.. قال الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(البقرة:173). هذا إخواننا نص في الأكل... {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ...} الكلام عن الطعام وما يحرم منه...
وقال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ...} (المائدة:3) إلى آخر الآية... ثم قالَ اللهُ عزَّ وجلّ فيها: {... فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة:3). أيضاً نصٌ في الطَّعام.
وقال الله عزَّ وجلّ: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ...} (الأنعام:119). معناها إلا ما اضطررتم إلى أكلِه.
هذه الآيات التي ورد فيها الاضطرار... نصوصٌ بيِّنة لا تحتاج إلى فقيه ولا الى عالم في اللّغة.. كلُّها تبين بأنَّ الضَّرورةَ - كما قالَ العلماءُ والفقهاء السَّابقون -: هي أنْ يكونَ الإنسانُ في حالة بحيث إذا لم يتناول المحرَّم أدَّى به ذلك إلى الموتِ أو أشرفَ على الموتِ. تماما كالَّذي يوجدُ في صحراء وليسَ هناك ما يأكلُهُ إلا الميتة. حتى أنَّ السَّابقين رضي الله عنهم فصَّلوا كيفَ يأكلُ من هذهِ الميتة قالوا: الضَّرورةُ تُقدَّرُ بقدرِها.. إذا كانَ يعلم أنَّه إذا أكلَ ثلاث لقمات ينجو من الموت، ويأتي رفاقه لإنقاذهِ، فلا يجوز له أن يأكل أربع لقمات... هذا كان قول السَّابقين.
ويقول اللاحقون: "الضَّرورات تبيح المحظورات"، بمعنى: إن كنتَ في فرانكفورت، ولم تكن تملك مالا تستطيع أن تبني به بيتاً، فاذهب الى البنك وخذ قرضاً ربويّاً لأنَّهُ من الضَّرورات. أيّ ضرورات؟! ضرورات عقلية أم شرعية؟! إن كنت تقصد الضرورة الشرعية... فهذه ليس لها أي علاقة بالضَّرورة الشرعية. فالَّذي لا يستطيع أن يشتري بيتاً في ألمانيا يستطيع أن يستأجرَ بيتاً، وأن يسكنَ عندَ غيرهِ، وأن ينامَ في المسجد.. أو يعود إلى بلده.. الخيارات كثيرة. فكيف تُبيحون لهُ القروض الرّبويّة؟
هذه الفتوى إخواننا منتشرة ايضا في بلادنا هنا... فبعض النَّاس يتوسَّع في أمرِ الضَّرورات ويقول لك: الشَّيخ أفتاني... فيقترض بالربا.
الضَّرورةُ في الإسلام معناها: أنْ يكونَ الإنسانُ في حالة إنْ لم يأكل أو يشرب المُحرَّم أدَّى به ذلك إلى الموتِ أو قاربَ من الموت. في هذهِ الحالة يُباحُ لك أن تشربَ أو تأكلَ من الحرام بالمقدار الذي ينجِّيك من الموت. وليس أن تأخذ قرضا حتى تبني بيتا مساحته 500 متر مربع بدلاً من مئة.
المعصية هي سبب شقائك
إخوتنا الكرام، إنَّ النَّاسَ يأخذونَ القروضَ من الذين يُقرضونَ بالرِّبا ومن البنوك وغيرها... يتوسَّعونَ في ذلك... وهذهِ القروض التي أخذتها أنتَ طمعاً في أنْ تكملَ بها بيتاً تسعدُ بهِ، هي سببُ شقائكَ... وهيَ سببُ عذابكَ. هي هي نفسها. هذا المال الذي أخذتهُ من المرابي أو البنك وأنت تظن أنَّك بذلكَ قد وسَّعتَ على نفسكَ في البيت، أو تشتري به سيارة فارهة.. هذه القروض هي التي ستُدمِّرُكَ... لذلك فمعظمُ النَّاس – إخواننا- يدفعونَ ثَمنَ معاصيهم.... ليبحث كل واحد منا حالته وينظر في أمر نفسه...: إذا كنتَ تعيشُ حياةً ضنكا.... وترى بأنّكَ غير سعيد... فاعلم أنَّ سبب ذلكَ معاصيكَ فابحث عنها وتب إلى اللهِ عزَّ وجلّ يُسعدكَ اللهُ في الدُّنيا قبلَ الآخرة. أسأل اللهَ عزَّ وجلّ أن يعينني وإياكم على التزامِ شرعهِ إنَّهُ على ذلك قادر، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين حمداً كثيراً طيِّباً مُباركاً فيه وأُصلِّي وأُسلِّم على سيِّدنا محمد، وبعد.
إخوتنا الكرام، إنَّ الإنسانَ المسلم يرجو أنْ يكونَ عيشُهُ في الدُّنيا إن شاء الله مفضياً إلى جنَّاتِ النَّعيم. هذا الأمر يحتاجُ من المسلم إلى تضحيات كثيرة أحياناً. الصَّحابة الكرام حتى نالوا رضا الله عزَّ وجلّ نعلمُ أنَّهم تنازلوا عن أموالهم وعن بيوتهم وعن أولادهم وعن أزواجهم وعن أرضهم... وخرجوا بملابسهم مهاجرينَ إلى اللهِ عزَّ وجلّ. المسلمونَ المعاصرون - يا أحبابنا- كثيرٌ منهم لا يستطيعُ أن يتخلَّى عن الرِّبا، والرِّبا ذنبٌ حرمتهُ عظيمة. ليسَ هذا فحسب، بل قد أصبح النَّاس يتركونَ الحكمَ الشَّرعي ويعملون بالحكم العقلي. يقول لك: والله أنا ابني صار كبيراً في السِّنِّ وأريد أن أزوِّجه بقرضٍ من البنك. سيدي قرض البنك هذا عندما يدخلُ إلى جيبكَ والذي تظنّ انه سيُعمِّر البيت، هو الذي سيُخرِّبهُ... إذ ما فائدة البيت إذا كانَ صاحبهُ يُعاني من المشاكل النفسية، والعقد، والأمراض، والبلايا بأنواعها؟ ما الفائدة من القرض إذا أخذته لتزويجِ ابنك، ثم تزوَّجَ ابنكَ فتاةً مكثَ معها خمسينَ عاماً يعالجها من أجلِ إنجاب الأولاد ولم يُرزق الولد؟! أما عاش خمسينَ عاماً يُعاني ؟ ألا تعرف سبب معاناته؟
إخواننا، النَّاسُ يعانونَ ويعيشونَ المعيشة الضنك لإعراضهم عن دينِ اللهِ عزَّ وجلّ أو لإعراضهم عما يعلمون يقيناً أنَّهُ دين اللهِ عزَّ وجلّ. مَن مِنا لا يعرف أنَّ الرِّبا حرام؟ راجع نفسك يا أخي الكريم. أهون دراهم الرِّبا كزنا الرَّجل بأمِّهِ. فكيفَ ترتكب هذا وتظنّ أنَّك من أولياء الله الصَّالحين تنافسُ على الفردوس الأعلى؟! الله تعالى يقول لكَ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...} (البقرة:279) أنتَ تقول: أنا وليٌّ لله، والله يقول:{فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ... } .
إخواننا يجب أن تكون العلاقة بيننا وبين الله عزَّ وجلّ علاقة سلم، وعلاقة محبة،.. علاقة فقر واحتياج إلى الله عزَّ وجلّ، لا أن نجاهر بالمعصية ونظن حقاً أنَّنا في الفردوس الأعلى. نضحك على أنفسنا. بينكَ وبينَ الموت يا رجل، أن يخرجَ نفَسٌ ولا يدخل. كم شيَّعتَ منَ الأموات؟ وأنا وإياك نسير على الدرب ذاته... فبمَ تقدُمُ على اللهِ عزَّ وجلّ؟ تقدمُ عليهِ بالرِّبا؟
إخواننا، أحثُّ نفسي وكلّ الأخوة الذينَ ابتلوا بمثلِ هذا الأمر، أن يتوبوا إلى اللهِ توبةً صادقة، ويحاولوا بكل ما أوتوا من قوَّة وبكل طريق ممكن إن كان مشروعا أن يتخلَّصوا من هذهِ الكارثة، وبعدها - إن شاء الله- بعدَ الخلاصِ من الذنوب، يُرجى لكَ النعيم، وكما قال ابن القيم في قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (المطففين:22): نعيم الدُّنيا ونعيم الآخرة... الأبرار يكونون في نعيم في الدُنيا وفي الآخرة. لماذا؟ لأنهم بطاعتهم لله حصَّلوا سعادة الدَّارين... أمَّا إلاعراض والمعاصي فلا ينال بهما الا شقاء الدَّارين... نسأل الله عزَّ وجلّ أن يُعيننا وإياكم على التَّقيُّدِ بشرعهِ إنَّهُ على ما يشاءُ قدير.
إنّ الله وملائكته يُصلُّونَ على النَّبيِّ، يا أيُّها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلُّموا تسليما.... أدعية...