وأضاف أن القاضي اتهم أيضا عيد "بجرم مقابلة ضباط مخابرات إسرائيليين في أماكن عدة خارج لبنان"، مستندا في ذلك إلى مواد في قانون العقوبات تنص على الإعدام.
وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت عيد في منتصف يوليو/تموز الماضي في إطار تحقيق حول شبكة تجسس لصالح إسرائيل.
كما اعتقلت الأجهزة الأمنية اللبنانية في نهاية يونيو/حزيران الماضي شربل قزي الموظف بشركة "ألفا" للهاتف الخلوي بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
ولم تعلن نتائج التحقيقات مع شربل, لكن نوابا بحزب الله اللبناني قالوا إنه قام بزرع أجهزة زودته بها إسرائيل داخل شبكة الاتصالات اللبنانية.
ولم تصدر أي معلومات رسمية عن مضمون التحقيقات الجارية مع هؤلاء.
اتهام عيد يأتي في وقت يعيش فيه لبنان حالة من الصدمة بعد توقيف فايز كرم الاثنين على خلفية الاشتباه بتجسسه لصالح إسرائيل
ويعد لبنان في حالة حرب مع إسرائيل. ويواجه المتعاملون مع إسرائيل عقوبة السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، وإذا رأى القاضي أن هذا التعاون تسبب بالقتل، فبإمكانه أن يطلب إنزال عقوبة الإعدام.
وتنفذ السلطات اللبنانية منذ أبريل/نيسان 2009 حملة واسعة ضد شبكات تجسس إسرائيلية تم خلالها توقيف أكثر من 100 شخص بينهم عناصر من الشرطة والجيش كانوا مزودين بأجهزة تكنولوجية متقدمة، وصدرت أحكام بالإعدام بحق ثلاثة متهمين.
ويأتي اتهام عيد في وقت يعيش فيه لبنان حالة من الصدمة منذ الاثنين الماضي بعد توقيف العميد المتقاعد فايز كرم -الذي ترأس في الثمانينيات شعبة مكافحة الإرهاب والتجسس في مديرية مخابرات الجيش- على خلفية الاشتباه بتجسسه لصالح إسرائيل.
فايز
كرم
فايز كرم اعترف بتعامله مع الإسرائيليين منذ كان نقيبا في الجيش اللبناني
هذا لم تهدأ بعد العاصفة التي أثارها نبأ توقيف القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم، فقد تفاعلت أمس سياسيا وأمنيا، في وقت رجح فيه المراقبون أن يفتح ملف العملاء على الكثير من الاحتمالات، وأن يتحول إلى كرة ثلج تتدحرج معها رؤوس كبيرة قد لا تخلو من سياسيين في ضوء ما ستحمله مستجدات التحقيق مع بعض العملاء. إلا أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أكد أن «حادثة توقيف كرم لن تؤثر على الثقة داخل التيار»، مذكرا بأن «ثلاثة من رسل السيد المسيح سقطوا في الخيانة».
في هذا الوقت واصل فرع المعلومات تحقيقاته مع الموقوف فايز كرم، وكشفت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «التحقيق مع كرم أحرز تقدما كبيرا، وأنه أدلى باعترافات واضحة وصريحة حول تعامله مع إسرائيل، الذي يعود إلى فترة الثمانينيات عندما كان برتبة نقيب، وهو استمر في هذه المهمة من دون انقطاع إلى حين توقيفه». وأشارت المصادر إلى أن «التحقيق بات محيطا إلى حد كبير بالأدوار التجسسية التي اضطلع بها كرم والمعلومات التي زود الإسرائيليين بها»، ورجحت أن يكون «الإسرائيليون كلفوه بتجنيد أشخاص يحظون بثقته، وأن التحقيق مفتوح على احتمالات أخرى»، رافضة الكشف عن ماهية هذه الاحتمالات وما إذا كانت تنطوي على توقيفات أخرى. وأوضحت المصادر أن «توقيف العميد فايز كرم جرى بعد البناء على معطيات مهمة، حصل عليها فرع المعلومات، واستثمرها في مراقبة تحركات هذا الشخص واتصالاته الخارجية، ومن خلال تقاطع هذه الاتصالات مع واقعات معينة، وهذه المعلومات كانت كافية لمداهمته وتوقيفه بعد أخذ موافقة القضاء العسكري الذي اطلع على هذه المعلومات قبل أن يعطي إشارة التوقيف».
مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون
ميشيل عون : الخيانة حالة إنسانية.. و3 من رسل المسيح سقطوا فيها
وفي أول تعليق له على توقيف كرم بتهمة التعامل مع إسرائيل، رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أن «السقوط في الخيانة هو حالة إنسانية ومن لا يتوقعها يكون ساذجا وسخيفا تماما كالشخص الذي يكون دائما في حالة خوف، لكن ما يصدمنا هو الشخص»، مذكرا في هذا السياق بأن «ثلاثة من رسل السيد المسيح سقطوا في الخيانة». ودعا عون إلى «الاستمرار في العمل من دون أن تؤثر هذه الحادثة على التيار»، مؤكدا أن «التيار أقوى ولن تؤثر الحادثة على الثقة داخله وبين أفراده»، وقال «بعد هذه الحادثة نحن أقوى ولا يشك بعضنا في بعض، ونتحمل هذه المواضيع وكأنها جزء من المعركة السياسية ومن الخسائر التي نتكبدها في إطار هذه المعركة، وهذا الشيء لا يؤثر في ثقتنا في أنفسنا وفي الآخرين ولا في نظرتنا لبعضنا التي تبقى هي نفسها، ومسيرتنا سوف تستمر وسوف نكون أقوى».
وأكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا «أننا لم نلاحظ يوما أي شبهة على العميد المتقاعد فايز كرم»، وقال «نحن في انتظار التحقيقات كي نستطيع الحكم على هذا الشخص إذا كان عميلا أو لا». وأعلن أنه «إذا ثبتت تهمة العمالة على كرم سيخضع لأي محاكمة يخضع لها أي عميل آخر ويعتبر كأي عميل آخر، وأننا نعرف أنه خلال فترة الحرب اللبنانية الكثير من الناس كانوا يضطرون لأن يكون لديهم علاقات معينة مع فرقاء آخرين، لكن المهم اليوم أن نعرف ما إذا كان كرم أعطى معلومات خطيرة لإسرائيل تعرض لبنان للخطر»، معتبرا أنه «ما دام أن كرم لم يدن فلننتظر التحقيق وإذا كان مذنبا فنحن لن نغطي أحدا»، مشيرا إلى أنه «إذا صدر بحقه حكم بالتعامل مع إسرائيل نعتبر أننا كتيار وطني حر في حالة خطر». وكشف نقولا عن أن كرم «كان صديقا لرئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، وإذا ثبت توقيف عميل داخل التيار فهذا يؤكد أن إسرائيل عدوة لنا وهذا شرف لنا».
مع ابنته ميرا